الهوامش وما بعدها

 قراءة استقرائية في  هوامش مجموعة سهيل نجم

 لا جنة خارج النافذة

    العنونة:

1.لا جنة خارج النافذة

    تشكل عنونة الشاعر سهيل نجم لمجموعته الشعرية (لا جنة خارج النافذة) عاملا مشتركا بين قصائدها على الرغم من انتقائه لها من بين كل عنوانات قصائد المجموعة فهي هنا منتخبة ولكن ليس على أساس كونها أم القصائد، أو أفضلها، أو لكونها أثيرته بل لعمومية مغزاها الذي يمنحها امتدادا طبيعيا على جغرافيا الكتاب من الغلاف الى الغلاف. من هذا الامتداد الفسيح اكتسبت أهميتها وإثباتها للمعنى المغيّب من خلال النفي المدون الذي قادنا الى ما ورائه،أو الى افتراض حقيقة المكان الماورائي المغيّب الذي يتناقض وحقيقة المكان المثبت في عبارة

 "لا جنة خارج النافذة".

أين تقع الجنة إذن؟

من المؤكد أنها لا تقع خارج النافذة بدلالة النفي الظاهر،وربما لا تقع داخل النافذة،أيضاً، بدلالة عدم الإثبات المفترض.العنونة،إذن، تشي بوجود عالمين:الأول خارج النافذة والآخر داخلها.الأول يمور بالتناقضات والتقاطعات والصراعات اليومية المعتادة،والثاني يتطلع الى الخلاص من التناقضات والتقاطعات والصراعات اليومية.الأول مفتوح على كل الاحتمالات ومشتمل على كل ما هو عام،والثاني منغلق على بعضه ومشتمل على كل ما هو خاص.وفي هذا افتراض لوجود صراع مؤجل بين ما هو عام وما هو خاص،بسبب وجود ما يمنع التماس المباشر بينهما،أو شروعهما في الصراع وهو هنا النافذة.

 الشاعر يراقب ما يدور من خلف نافذته بعين بصيرة وتوجس من مغبة اقتحام ومحق الخارج للداخل.الخارج المدجج بالسلاح والعنف والصخب والكره والإكراه،والداخل الذي يروم تبديد فعل الخارج بالسلام والمحبة. 

"لا جنة خارج النافذة": إقرار بالنفي تضمن رغبة جامحة للبحث عن جنة أخرى.

لا جنة : نفي للفرح التام ،وإقرار بالجحيم القائم.

خارج : مكان جحيمي تتسع جغرافيته طالبة المزيد بعد الامتلاء بلا انقطاع.

النافذة : أداة إطلال لعالم الداخل على عالم الخارج حيث الخارج الصاخب،والداخل الجانح نحو ترتيب ذلك الصخب.

سهيل نجم،إذن،أسس عنونته على ثلاث مفردات هي:

جنة

خارج

النافذة

وهي بمجموعها تؤكد على وجود الجنة خارج النافذة في العالم الذي يصهر ويصاهر بين الخاص والعام،وبين الفرد والمجموع إذ لا معنى لها في مكان محاصر ومقتصر على كائن فرداني قابع بانكماش في عالمه المعزول بعيدا عن كل مجريات الفعل الخارجي.وهي حالة قصوى للفرح الإنساني أدت الأحداث الى زوالها واندثارها فما كان أمام الشاعر إلا أن يسبقها بأداة النفي"لا"لتأكيد اضطرابها وخرابها.ولعل هذا هو ما دفع الشاعر الى نوع من التوصيف(العنوان الثاني) لبيان حالة الموصوف(العنوان الأول)،أو العالم الذي تناولته القصائد في مجموعة (لا جنة خارج النافذة)،فجاءت الجملة الوصفية مؤكدة على أن المجموعة بكليتها تشكل" موسيقى شعرية في ثلاث حركات"

2. موسيقى شعرية في ثلاث حركات

وهو العنوان التوصيفي للعنونة الرئيسة وفيه دلالة واضحة على تناغم الداخل والخارج ضمن حالة الصخب والضجيج المموسقين شعريا في ثلاث حركات.فالمجموعة توصيفا هي عبارة عن (كونشرتو) ينفرد فيها الشاعر بالعزف على معاناته وتوجسه وقلقه وخوفه وامتعاضه ونفوره من الصخب الذي بدأ زحفه من خارج النافذة الى داخلها الذي لم يعد آمنا بعد.الشاعر إذن حاول موسقة الصخب بأمل ترتيبه في ثلاث مراتب وضمن عباءات الحركة الأولى، وفنتازيا الحركة الثانية،وزهرة النار في الحركة الثالثة.وكما في الكونشرتو تشترك الحركات الثلاث في توظيف مسارات الآلة المفردة تشترك هنا لتوظيف ثلاثة عوالم مشتركة عبر ثماني طبقات في الأولى والثانية وسبعة في الثالثة.إن نظرة سريعة لفهرست المجموعة كفيلة بإيضاح هذا التصاعد الذي يشبه السلم الموسيقي بدءًا بالحرف (دو) الواطئ وانتهاءًا بحرف (دو) العالي المقفول على نفسه تماما ولكن الشاعر أراد خلاف هذا في حركته الثالثة  لذلك جعل سلّمها منتهيا عند الحرف (سي) لتظل احتمالات الحركة واردة صعودا ونزولا.أخيرا ومن خلال تلازمية الهامش السفلي لجميع صفحات المجموعة "لا جنة خارج النافذة " ابتغى الشاعر التذكير المتكرر بما اشتغلت عليه المجموعة وسعت الى تحقيقه بطرق سوف لن تكون قابلة للفهم دون معرفة النغم الأساس الخاص التي تشكلت على وفقه آليات المعنى العام.

الحركة الأولى/ العباءات

في (عباءات) الحركة الأولى طالعتنا فضائح عالم ما وراء النافذة في ثماني طبقات هي:

1.     الأرض الأولى

2.     غربة

3.     نهاية الحكاية

4.     جدب

5.     شارع في بريهة

6.     رقعة الغياب

7.     سبع محاولات في رسم مشهد السيد الرئيس

8.     من أوراق دفتر الغياب

 (الأرض الأولى) مهيمنة اشتغلت على الدم،واللافتات السود،وعزلة الثكالى،والموت الرخيص، وأغاني الرياء،وآهات المغني،مؤسسة لعالم خارج النافذة بنى فجائعية حرص الشاعر على إيقاف جرافاتها الزاحفة إليه،والتحصن في ملاذ محاصر بكل عوامل السقوط والاندثار والتجريف والهزيمة.

(الأرض الأولى) وطن من الخراب والاضطراب،والفناء والغباء،والآهات الطويلة الزاحفة الى قلوب الأمهات والعذارى..وطن مباح ومفتوح للقادمين من غابر القرون،والساهرين على كري نهر الدم وتعبيد الطرق بالعظام والرخام.

(الأرض الأولى) قصيدة واحدة تشظّت الى عدد من القصائد حيث كل بنية فيها قصيدة تختزل واحدة من تراجيديات:" الدماء المتسائلة وهي تخضب الجدران،"و"الفارين الى الحرية،في اللافتات السود"،وعزلة الثكالى"،وجبروت الموت الرخيص"

(الأرض الأولى) بلاد مفخخة بالعنف والصخب والمجون والجنون.."بلاد يتفجر أبناؤها ويقومون كالمطر" وهي تعلن عن حقيقتها الأبدية صارخة بوجوههم الدميمة:

"يا من تريدون قتلي

أنا ميت لا أموت

ولن أبوح لكم بأسمائي الذهبية،

يا من تريدون وقتي

وقتي ورد

وعطر ساخن

وراياتي المثقوبة بالحزن

ستكون فتنتي التي لا حدود لها :

من الشرق الى النهر

ومن النهر الى الرمل،

سنابل مجنونة تزحف حتى المعجزة."

ومع هذا الزحف الانعكاسي تأخذ البنى السالفة طريقها نحو تدميرية الفعل المعيش بدراماتيكية

أفضت الى الشعور المستفحل بالغربة الشاملة،والأنكى والأمر أنها أفضت الى غربة الذات (الشاعر) مع ذواته المنشطرة لتبلغ الأحداث ذروة تراجيديتها المتقدة في قصيدة (غربة). القصيدتان إذن عملتا عمل السبب والنتيجة عبر حبكة فرضت (نهاية الحكاية) بموت راويها وبقاء الجمهور على حاله في انتظار مستمر لما سيحدث في قادم الأيام بعد أن خرجت الأفاعي السود من جلد الملك،وشاع (جدب) و"صمت لا قرار له" ثم عاد الصخب لتضج به المدينة إلا شارعا واحدا هو (شارع في بريهة) ظل هادئا بانتظار ألف عام جديدة لتنمو فيه صفصافة جديدة،والى أن تنمو سيستمر الغياب والتغييب الذي رأى الشاعر أن يدون لأجله (رقية الغياب) عسى أن تنتهي "حرب للنفاية ضد النفاية"، وبين (رقية الغياب) و(أوراق من دفتر الغياب) كتب الشاعر (سبع محاولات في رسم مشهد السيد الرئيس) آذار 2003 واضعا نبوءته التي أثبتتها الأيام في نيسان 2003 إذ ظل السيد الرئيس:

"يقضم أظافره

بلثته المدماة

وينعى صورته الهاوية."

خاتمة السلم (أوراق من دفتر الغياب) وفيها تتصدر العباءاتُ الورقةَ الأولى،وهي ترفرف عابرة البحار والمحيطات الى غياب يطول به الزمن وتستطيل فيه المسافات وتتبدل عنده الهويات،ويجنح بعده الشعور بالاغتراب داخل النافذة وخارجها،داخل الوطن وخارجه حيث الكل يواجه عنف الإحساس بالخراب في دخائله المتشظية.

الحركة الأولى إذن رسمت خارطة الواقع بكل تناقضاته وتناحراته وشذوذه واغتلامه نحو شهوة الموت الرخيص.وكما الحركة الأولى في الكونشرتو جاءت الحركة في المجموعة خفيفة في إيقاعاتها كاشفة عن ابرز مرتكزاتها ضمن سلمها الشعري الذي انغلق عليها لتنتهي عنده مستنفدة كل طاقة الشعر في الكشف عن هول الواقع المعيش.

      إن كل درجة (قصيدة) في سلم هذه الحركة إنما هي جزء فاعل من أجزاء(العباءات) التي جمعها الشاعر بطريقة هارمونية لتؤدي وظيفة محددة ضمن سلسلة الوظائف الشعرموسيقية. إنها إذن قاسم تشترك به،تحت مركزية العباءات،كل البنى المشكلة لهيكل الحركة.

الحركة الثانية/ فنتازيا

 وتتشكل من ثماني طبقات أيضا هي:

1.     بيضاء

2.     رؤيا

3.     الواحد أكثر

4.     العابر مني

5.     شبيهة

6.     طريق العثرات

7.     جنون باذخ

8.     فنتازيا

      بدءًا هل الفنتازيا واقع آخر أشد إيغالا في الواقع المعيش؟ أم هي حالة انبهار أو ابهار بما بعده من تجليات وارتقاءات؟وهل هي ذات إيقاع سريع تترتب على وفقه عناصرها التكوينية؟هذا هو ما أجابت عنه،بالضبط،إيقاعات القصائد في هذه الحركة ابتداءًا من (بيضاء) وانتهاءًا بآخر القصائد.

في (بيضاء) يبدأ العزف منفردا على آلة الكمان مترجما نوتة الضحك(موجة صوتية) الى لون أو الوان(موجة ضوئية) تتداخل أو تتماهى مع الموسيقى(موجة ابتكارية) في مدونة (شعر_موسيقية) فيها من الإبهار والدهشة قدر ما فيها من قدرة التحول الى عنصر موجي مختلف وهو في هذه القصيدة (موجة مائية) لتشكل هذه الموجات بكليتها معزوفة (بيضاء) تحفر في الهواء إرهاصات آلة الكمان المنفرد وهي البديل الموضوعي للشاعر المنفرد أمام تجليات عناصر الشعر الموسيقية،لكن بيضاء لا تذعن لهذه التراتبيات العجيبة،بل تعبث بها لتحيل الشاعر الى صخبه الضاج ولتجعل منها همزة للوصل بين حركتها وبين الحركة السابقة،وإن اختلف الإيقاع والسرعة والزمن.

هل تضفي (بيضاء) لونها على(رؤيا) الطفل كما أضفت بياضها على الموجة من قبل ؟

هنا يختفي الأبيض ليحل بديله ممثلا بلون البراءة ومجسدا بهيئة طفل نائم رأى:

"بعد طول سبات،إن كتائب نمل تحصد ظله،" لكنه سرعان ما يتحول ثانية الى لون اسود بفعل الأحزان و تراكماتها المضنية،والموت وتركاته الثقيلة،والنوم وسباته الطويل حتى يتحول لون القصيدة من بياض البراءة الى سواد الموت،مدمرا وحدة البراءة بالانشطار خارج النافذة ومحولا نومها الى موت أكيد:"مثل نومه ثمة موت كثير". ليستمر مسلسل الانشطار وتتسع مساحته ممتدة من خارج النافذة الى داخلها ففي قصيدة(الواحد أكثر) يواجه الشاعر انشطاره الى(أكثر من واحد) حيث يظل الأول قابعا في (مفازاته القاحلة)،وحزنه المعدني الصلد وهو يروم الوصول الى الثاني وفردوسه النائي القريب.وهكذا هو الحال في (العابر مني) وفي (شبيهة):"أنت إذن شبيهتي" وفي (طريق العثرات):"صاحبك أنا، ويدي مثل يدك" ليصل بعد هذا كله الى (جنون باذخ).

 في محطته الأخيرة (فنتازيا) التي تفيّأت بظلالها قصائد الحركة الثانية كلها يستعرض الشاعر حجم فجائعية الواقع وغرائبيته التي تجاوزت تقليدية الغرائبي،بما أذكته يوميات الفعل العراقي  عليها،الى ما بعد الغرائبية.إن تقليدية الغرائبي جاءت جراء تحول غرائبية فعل الواقع العراقي الى فعل مألوف عراقيا وبما أن الغرائبية تشتغل على غير المألوف لذا توجب ابتكار ما يضفي عليها صفة جديدة وتركيبية في آن،مهمتها الكشف عن مألوفية الواقع وتداعياته أو هي كما يرى باشلار:"خلخلة ثقتنا بما نراه أو نعيشه،من حيث الوظيفة ال لا واقع لا  لتسحر أو تزعج، ولكنها توقظ دوما الكائن النائم التائه،في حركته الأوتوماتيكية"

"يحط الطائر

وينقر حبة فيسقط منقاره

وتقفز عيناه

كرتين من الجمر"

الحركة الثالثة/ زهرة النار

وتتشكل على خلاف الحركتين السابقتين من سبع طبقات هي:

1.     أشباح

2.     صور

3.     الأغنية السوداء

4.     سائر نحو المصب

5.     الصبح لعثمة الأطفال

6.     فاطمة تنقذ دميتها

7.     لا جنة خارج النافذة

في الطبقة الأولى (أشباح) يستنتج الشاعر،بعد أن عرض لنا الواقع والواقع المفنتز،حقيقتين: الأولى تتمثل في محنة الجمال الذي عزل عن اشكاله جراء تداعيات مسرات الحياة وضمور مرتكزاتها وخضوعها لصخب لا ترتيب له على طبقات سلمها الحياتي/الشعري/الموسيقي. والثانية تتمثل في "أن الموت غاية ما تصنعه أصابع النار" ومن هاتين الحقيقتين تتوزع موسيقى هذه الحركة على بقية طبقات السلم الشعري /الموسيقي.

في الطبقة الثانية (صور) ترى هل توقفت الحياة واختتمت الكونشرتو نفسها؟وعلى ماذا تضمنت الـ(صور) بعد هذا التجريف والتخريف؟ يقول الشاعر انها:

"صور للموت المفتوح

يرضع من نهد الهمجية"

والموت المفتوح هنا يعني انغلاق الحياة عليه، ومبرر ذاك انه يستمد انفتاحه من مصل تتري ونهد مغتلم الى شهوة الدمار والتتار.ولكي لا تتوقف الحياة عند عتبة الهمجية يؤكد الشاعر على أن كل تلك الصور ليست سوى صور حسب.

"صور

صور

...

...

إنها صور."

على الطبقة الثالثة يؤدي المغني "المتقطع الأوردة" أغنيته التي مرت على السطوح ببهجة سرية ولكنها تحت فضائحية ظرفها المحيط وتراجيديته ما عادت قادرة على أن تتجاوز كونها (الأغنية السوداء) التي حاولت النهوض فكان الهبوط من نصيبها المزمن. لقد تحولت الحياة برمتها الى قتامة جارفة وعتمة تحاول بسط سطوتها على بصيص الضوء المتبقي(الشاعر) محاولة إطفاءه بعد أن صار الموت العبثي اسوداً والأغنية سوداء والطيور متفحمة والهواء اسود وقلب المدينة المحترق اسود واللافتات سود والشمس والدخان:

"هنا أو هناك

دخان موغل في العتمة

والشمس عرجاء

تتخبط في وحل المدينة

والنهر (سائر نحو المصب) بلونه القاني كسيحاً يصعد عبر مجار كأداء نحو منبعه البعيد.

في(الصبح لعثمة الأطفال) ينتهكون البراءة ويقوضون صباحاتها،ويجرحون نومها:

"الصبح هنا

دم الضحايا

وهو يفور على الرصيف،

ساعة هزأ من سفاحيه،

الصبح

ليس لهم،

الصبح للعثمة الأطفال

وهم يرددن الأناشيد"

ومع قدوم الموت الذي لا يستثني شيخا ولا يذر طفلا وببراءة وإيثار تحاول (فاطمة) إنقاذ دميتها الأثيرة (فاطمة تنقذ دميتها) من الموت الذي رأسه من رصاص:

"فلا يحبه الأطفال ولا تحبه الدمى

 لسانه أسود

كالعباءة"

في آخر الطبقات "لا جنة خارج النافذة" يزحفون الى الداخل(داخل النافذة) تحت ستر السماء السوداء وعتمة الليل الحالكة السواد، يمتطون قلوبا سودا ويرمحون بجنون نحو آخر وهج أو ما تبقى من لهيب الكلمات.وفي لحظة دراماتيكية مستفزة يدرك الشاعر:

"إن الأعداء، إذا جاءوا،

وضحكت مسدساتهم

سيمرون على دمي كأنهم غبار."

وبهذا تكون الملحنة قد ختمت حركتها الثالثة بطبقة ستظل مفتوحة على أنغام أخر ليس في الكتاب حسب، بل في الحياة الآيلة الى السواد.

هذه إذن هي هوامش مجموعة سهيل نجم(لا جنة خارج النافذة)،ومسارات ومخططات ومرتسمات خريطتها القريبة من الهامش كثيرا والبعيدة عن المتن قليلا.ونظرا لأهمية المتن وعمقه الإستراتيجي،في قصائد المجموعة كلها،أرى أن من الضروري الحفر في معرفياته بمقال مستقل.