قاسم مطرود في مرايا النقد المسرحي
عامر صباح المرزوك
حظيت تجربة قاسم مطرود المسرحية بالاهتمام الكبير من خلال الدراسات الأكاديمية
والنقدية التي كرست عن مجل أعماله المسرحية لما تحملها من رسالة إنسانية واكبت
الحياة ومتغيراتها، ولامست الواقع من جميع جوانبه، فكانت تجربة متميزة لها صداها في
إرساء العالم العربي، كما
تميز مطرود في إهتمامه الكبير وتكريس وقته الثمين بنشر الثقافة المسرحية، ولعل
مشروعه (مسرحيون) من أهم المشاريع المسرحية التي نهل منها الباحثون والمهتمون
بالشأن المسرحي، وعد موقع مسرحيون من أكبر المواقع المسرحية التي انشغلت بتواصل
الثقافة المسرحية العالمية والعربية، وأهم المصادر المسرحية الالكترونية.
صدر مؤخراً كتاب (من أعلام المسرح العربي: قاسم مطرود في مرايا النقد المسرحي) من
إعداد الناقد صباح الانباري، وإصدار دار نون للترجمة والنشر وخدمات الإعلام في
القاهرة بـ(196) صفحة من القطع الوزيري، أحتوى الكتاب على أثني عشر فصلاً، ضم كل
فصل تمهيدا قام بكتابته الانباري، ودراسات كتبها عدد من النقاد والباحثين ليشمل هذا
الكتاب الدراسات والمقالات والمتابعات النقدية التي أهتمت بتجربة قاسم مطرود
المسرحية.
تأتي أهمية هذا الكتاب في تسهيل مهمة الباحثين والمهتمين بتجربة مطرود التي
تناولتها الدراسات الأكاديمية والنقدية والصحفية. خصص الفصل الأول لمسرحية (للروح
نوافذ أخرى) تصدر الفصل مقدمة الفنان سامي عبد الحميد، ثم دراسة حسب الله يحيى
(قاسم مطرود يفتح نوافذ الروح)، ودراسة جمال عياد (المخرج يؤثث فراغ المسرح)،
ودراسة الدكتور يوسف رشيد (في نوافذ قاسم مطرود)، ودراسة رحاب هندي (الاستفزاز
قاعدة الإبداع)، ودراسة صباح الانباري (المقروء والمنظور في مسرحية للروح نوافذ
أخرى).
بينما تناول الفصل الثاني مسرحية (رثاء الفجر) وتصدر الفصل مقدمة بقلم الفنان يوسف
العاني، ثم دراسة ستار جبار الناصر (فن التقاسيم في رثاء الفجر)، ودراسة عبد الرزاق
الربيعي (فجيعة الحرب وقسوتها عبر مشاهد)، ودراسة عبيد الكريم بن علي بن جواد (نص
يتشرف الفرح)، ودراسة محمد بن عيسى البلوشي (مسرحية رثاء الفجر مزيج من الواقعية
واللامعقول لتحضير مخيلة المتلقي). أهتم الفصل الثالث بمسرحية (طقوس وحشية) وضم
دراسة واحدة للدكتور تيسير عبد الجبار الالوسي بعنوان (مسرحية اللامعقول برداء
الواقعية الرمزية طقوس وحشية: بين شعرية الأداء وجماليات المعالم المسرحية). اما
الفصل الرابع تناول مسرحية (الجرافات لا تعرف الحزن)، كتب الدكتور تيسير عبد الجبار
الالوسي ثلاثة دراسات عنها (كتاب الجرافات لا تعرف الحزن اختزالات في مدارسهما
وفلسفاتهما) و(قراءة في تراجيديا الجرافات لا تعرف الحزن) و(على رؤية التلقي النقدي)،
ثم دراسة الدكتور حسن السوداني (المحسوس والمتخيل يتبادلان المواقع على الخشبة)،
ودراسة عبد المحسن الشمري (الجرافات لا تعرف الحزن وغربة الانسان في وطنه)، ودراسة
رشا فاضل (قاسم مطرود والنص الخارج عن المسرح)، ودراسة علي شايع (قراءة متأخرة في
الحزن العراقي)، ودراسة كنعان بني (الجرافات لا تعرف الحزن؟)، وأخيرا دراسة صباح
الانباري (رؤيا استقرائية لعوالم الجرافات الدرامية).
اشتغل الفصل الخامس على مسرحية (أحلام ففي موضع النهار)، فكانت أول الدراسات لصباح
الانباري (قراءة لنص مسرحية أحلام في موضع منهار)، ودراسة ضياء يوسف (مزج الغثيان
بالحزن بالبكاء الناشف)، ودراسة منى كريم (قراءة قاسم مطرود... ووردة في وجه الحرب)،
ودراسة عمار كاظم محمد (الحلم المختنق بالواقع قراءة في نص قاسم مطرود أحلام في
موضع منهار). والفصل السادس تناول مسرحية (عزف على حراك الجمر) بدراستين، الأولى
لحسين عجة (نعم ما زال فعل الحياة ممكناً عن مسرحية عزف على حراك الجمرة للمبدع
قاسم مطرود)، والثانية لبشرى عمرو (عـزف على حراك الجمـر لقاسم مطرود).
اهتم الفصل السابع بمسرحية (ليـس عشـاءنا الأخـير) واحتوى دراسة واحدة لعايدة نصر
الله بعنوان (قراءة أولية في مسرحية ليس عشاءنا الأخير لقاسم مطرود)، وضم الفصل
الثامن مسرحيتي (موتى بلا قبور) و(جسدي مدن وخرائط)، جاءت دراسة حسين عجة بعنوان
(النص المفتوح أو بحث قاسم مطرود الذي لا يكل عن الممثل)، ثم دراسة احمد بلخيري
(انكسار الأحلام في النص الدرامي: جسدي مدن وخرائط لقاسم مطرود). وركز الفصل التاسع
على مسرحية (مجرد نفايات) بثلاثة دراسات: دراسة عبد الغفور بن احمد البلوشي (بحت
موجز عن عرض مسرحية مجرد نفايات)، ودراسة يوسف البادي (المونودراما عالم مليء
بالسحر والتوحد مع الذات)، ودراسة شاكر عبد العظيم (ملامح ما بعد الحداثة في النص
المسرحي مجرد نفايات نموذجا). اما الفصل العاشر فكان من حصة مسرحية (مواطن)، كانت
الدراسة الأولى لنجيب طلال (مقاربة نقدية: هذيان مواطن عبر إبداعات الكاتب العراقي
قاسم مطرود)، والدراسة الثانية لحسين عجة (فيما وراء إسحاق وإيفجيني أو هذيانات
المبدع الكبير مطرود).
تناول الفصل الحادي عشر الكتابات التي عنيت بتجربة قاسم مطرود الدرامية، كدراسة
جاسم مطرود (هدوء قاسم مطرود هدوء الابداع المسرحي)، ودراسة الدكتور هاني ابو الحسن
(لغة الصورة في الإعداد الدرامي بين المسرح وفنون الشاشة: قاسم مطرود نموذجا)،
ودراسة الدكتور عبد الرحمن بن زيدان (الكتابة الدرامية في تجربة قاسم مطرود)،
ودراسة احمد بلخيري (قراءة في نصوص درامية لقاسم مطرود). بينما تناول الفصل الثاني
عشر وهو الفصل الأخير آراء وتغطيات عن تجربة قاسم مطرود، كتب ربيع عبد (مونودراما
مجرد نفايات تتألق مرة أخرى)، واسامة السلطان (وحشية قاسم مطرود طقوس يومي)، وفرحان
الخليل (مجرد نفايات عرض مسرحي مونودرامي)، ونشأت مبارك (مسرحية مجرد نفايات
وتحولات المفردة المسرحية)، وجريدة الصباح (أصبوحة الاتحاد العام للأدباء والكتاب
في العراق)، وجاسم المطير (احتفالية جمعية البيت العراقي في لاهاي)، وقاسم ماضي
(مسرحية الحاويات مونودراما الانتظارات الطويلة)، وطلال حسن (مسرح أطفال... قراءة
في مسرحية أوهام الغابة)، وياسر العيلة (جرافات الحزن شرحت معاناة الإنسان)،
والدكتور تيسر عبد الجبار الالوسي (حفل توقيع كتاب الجرافات لا تعرف الحزن)،
وأخيراً عباس العراقي (مجرد نفايات كسر للجمود وتداعي للحرية المفقودة).
وبهذا قد ساهم كتاب (قاسم مطرود في مرايا النقد المسرحي) في أغناء المكتبة المسرحية
العربية والتركيز على أحد أعلامها الذي عرف بحبه للمسرح وإسهامه في نشر الثقافة
المسرحية العربية والعراقية.
ملحق أوراق/ جريدة المدى العراقية
15/ 9/ 2012