البناء الدرامي في مسرح محيي الدين زنكنة

جهد وفاء واستحقاق مبدع

زهير بهنام بردى - شاعر وكاتب عراقي

نشأ في رحم مأساة، كتب ومزق كثيرا! وجرب أيضاً يرى أن لا يتجه للكتابة التي لا تفعل شيئاً، ولد من عائلة كردية عام 1940 في كركوك حيث يتداخل فيها العرب مع الكرد والتركمان والآثوريين. لو فكرت يوماً أو شغلت ولعلك فيما أقدمت تعبر عن الوفاء وتشرع قبل أن تبدأ في إبداعك حقا مبدعا لأنك تضع لبنة بل ربما تساهم في شموخ صرح ليكن لك بعد ذلك حسنة الاجتهاد وفرصة البداية وربما أيضا ستفكر وأنت تدون مرحلة مبدع كبير شغل بفنه الوسط الثقافي ليكون صباح الأنباري بوصلة وفاء يجمع هذا الجهد، ولان المنجز الإبداعي والدخول في محرابه إنما هو طقس مقدس نرتقيه عتبة بل ربما قلبا وحواسا لنقطف وردة الحب ونتجلى شهوة الاكتشاف ونحن نتناول قربان الحكم والمثل والقيم العليا. ويقف معنا موهوب  ومبدع في خط شروع نبدأ معا المرسل والمرسل إليه والرسالة فإننا نتدفق حياة وعطاء وإبداعا ونصطاد الزمن والمكان انسرح وتسرح الروح أيضا وتبعث من مكان تجليها ونبعثها لتسرح كذلك في خلود الحكمة والكلمة والإبداع ولان محيي الدين زنكنة تاريخ مسرح وإبداع ولأنه قاص متألق مبدع وروائي مجيد ومؤلف قدير شامل ومسرحي مثابر مخلص فان صباح الأنباري صديقه وابن فنه قد جال في (عملية الخلق ) والإبداع ليتحدث عنه في كتاب صادر عن  دار الشؤون الثقافية بعنوان البناء الدرامي في مسرح محيي الدين زنكنة) وبعد مقدمة قصير يقدم الأنباري سيرة قل مداده نسغ الحياة متناولا فيه بالتفصيل والجهد والمثابرة المسرحي والقاص المتألق المتجدد حيث اقتصرت الدراسة على مسرحيات زنكنة المطبوعة منذ مسرحية السر عام 1968 وحتى آخر مطبوع له عام 2000 الموسوم بمسرحيات باستثناء واحدة هي مسرحية "حكاية صديقين" المنشورة في مجلة الأقلام عام 1987.

 تناول الأنباري بالتفصيل والكشف والنقد والاستعراض والتقييم مسرحيات (السر، السؤال، العلبة الحجرية، لمن الزهور، مساء السلامة، حكاية صديقين، رؤيا الملك).

كما قدم ببليوغرافيا محي الدين زنكنة عن قصص مطبوعة له تبدأ بـ (السد يتحطم ثانية) ونقرأ معا عناوين قصة نختمها بقصة غيوم بلا مطر كما الحق جدولا يتناول المقالات في أعمال محيي الدين القصصية وثبت بأسماء الكتب لتليها المقالات والصحيفة والمجلة التي نشرتها وتاريخ النشر.. كما نتصفح جدولا عن قصصه المترجمة إلى الكردية ورواياته المطبوعة وجهة الإصدار ومسرحياته المنشورة في الصحف والمجلات والمعروضة والشهادات والتكريمات التي نالها والفرق الفنية التي عرضت مسرحياته ومكان العرض واللقاءات.

ولان كان البناء الدرامي في مسرح محيي الدين زنكنة جهد وفاء بحث إبداع واستحقاق مبدع فانه كأول كتاب يصدر وله حسنات منها شمولية ودأب المؤلف وصبره وزمنه ووقته وتفانيه في البحث الجاد والإلمام الواسع ليضع أفق المبدع بين يدي القارئ من خلال رمز من رموز إبداعنا المسرحي تألقا وإبداعا ألا وهو الكاتب الكبير محي الدين زنكنة الذي يدخر جزءا من طاقته الإبداعية لكتابة الرواية وله ثلاث روايات مهمة (ئاسوس) عام 1975 و (هم عام 1977) و (بحثا عن مدينة أخرى).

والذي نأمله ونحن نطوي الصفحة 185 خاتمة البناء الدرامي أن لا يكون الأول في حقله تناولا وتوجها وجهدا وبحثا وعلى الآخرين إضاءة كل حيز إبداعي ارسى وكان رائدا في حقل إبداعه لتطلع الأجيال اللاحقة على نتاج شواهد الإبداع العراقي المتجدد.

***

جريدة أشنونا ع 93 ت 20/ 11/ 2002

جريدة القادسية ع 7626 ت 28/ 12/ 2002