المقروء والمنظور
تجارب ابداعية محدثة في المسرح العراقي
لصباح الأنباري
صدر عن دار سردم للطباعة والنشر ضمن سلسلة الكتب العربية كتاب (المقروء والمنظور- تجارب ابداعية محدثة في المسرح العراقي- لصباح الانباري)، يحتوي على عدة دراسات قيمة على المسرح العراقي، وقد اشار الكاتب الى ذلك في المقدمة بقوله:
(منذ بداية الكتابة عن المسرح العراقي وأنا أحاول رصد المتميز منه تأليفا واخراجا. وفي رحلة بحثي عن الأنموذج المتميز وضعت يدي على عدد غير قليل من النصوص العراقية المبدعة، لم يسعفني الوقت كي اكتب عنها جميعا لكنني عملت جاهدا على ابراز جماليات ما تناولته منها والكشف عن مكمن الابداع فيها. ولكي تكتمل الصورة عندي تابعت عروض المسرح راصداً ومحاولاً وضع يدي على اكثرها تميزا، وابرزها تقنية وتجريبية وابداعا فقدمت قراءات بصرية للعروض التي واتتني فرصة مشاهدتها، وهي فرص ضئيلة جداً اشتغلت فيها على الصورة بنية أساسية في تحليلي النقدي لمكوناتها الجمالية).
وفي فصل المقروء تناول تاكاتب نصوصا مسرحية متميزة لكتاب بارزين أمثال: عادل كاظم، محي الدين زنكنه، جليل القيسي، د. حازم كمال الدين، قاسم مطرود، كريم جثير. وقد جاء الفصل مبوبا غللى شكل دراسات منفصلة تناولت في الاولى موضوعة استلهام التراث استلهاما مشرقابثلاث طرائق درامية هي الملحمية والتعارضية والحكواتية، واشتغلت فيها على نصوص بارزة لكل من محمد موكري، محي الدين زنكنه، عادل كاظم، د. حازم كمال الدين. وفي الدراسة الثانية تناولت نصا مهما للكاتب العراقي الراحل كريم جثير واشتغلت فيه على بنية التشاخص الدرامي بين شخصية النص المحورية وبية الشخوص جاعلا من التشاخص طريقا للوصول الى جوهر الشخصيات التي يبدو وكأن النص كتب لها حصراً. وفي الدراسة الثالثة تناولت عقدة الشعور بالوحدانية في المسرحيات النونودرامية فاشتغلت على نص الكاتب العراقي بنيان صالح واجريت مقارنة بينه وبين نص الكاتبالسوري فرحان الخليل مشيرا الى حجم المقاربة والتناص بين نصه الموسوم بـ(الفزاعة)ونص بنيان صالح الموسوم(منيكان). وانتقلت بعد ذلك ،في محاولة أزعم أنها جادة،الى دراسة مجموعتين مسرحيتين الأولى للأديب الراحل جليل القيسي والثانية للكاتب المسرحي قاسم مطرود لأنتقل بعدها الى فصل جديد هو:
فصل المقروء والمنظور: وفيه تناولت مسرحيتين هما(للروح نوافذ أخرى) لقاسم مطرود تأليفا واحمد حسن موسى إخراجا،و(العلبة الحجرية) لمحي الدين زنكنه تأليفا وفتحي زين العابدين إخراجا.
أما الفصل الثالث/المنظور فقد خصصته للعروض المسرحية تحديدا واشتغلت فيه على بنية الصورة الدرامية بشكل عام مفتتحا إياه بدراسة مطولة عن الرقص الدرامي وإشكالية المصطلح،تناولت فيها عرضي المخرج المغترب طلعت السماوي ( 2003...بعد الطوفان) و(تحت فوق/ فوق تحت) ونظرا لحداثة هذا الجنس الفني وقلة عروضه على خشبة المسرح ومن اجل إعطاء صورة واضحة عنه تناولت،في معرض دراستي،عرض الفنان السوري معتز ملاطيه لي.ومن جملة العروض التي تناولتها بالنقد والتحليل العرض العراقي/السوري (حمام بغدادي) الذي كتبه وأخرجه الفنان العراقي جواد الأسدي وقدمه من على خشبة المسرح،في مهرجان أيام عمان المسرحية الثانية عشر،الممثلان السوريان فايز قزق ونضال سيجري فضلا عن عرضي المخرجين كريم جثير وكاظم النصار، عسى أن يكون هذا المشروع المتواضع الصغير حافزا غير متواضع لمشروع مسرحي نقدي كبير.)
مجلة سردم العربي
العدد 30 ربيع 2011