صباح الأنباري يضيء أماكن شيركو بيكس الشعرية
فرات إسبر

في كتابه الجديد 'المكان ودلالته الجمالية في شعر شيركو بيكس' يكشف لنا صباح الأنباري عن أماكن وعوالم جديدة في شعر الشاعر، يركز الضوء عليها، يجمع ما بين جسد الشاعر وروحه والأماكن التي يعبرها أو عبرها عبر مسيرة حياتة المتنقلة وسنوات الرحيل .يكشف بدلالات ذكية ما بين الشاعر وعلاقته الحميمة بالمكان وما بينهما من أواصر حياة ورفقة شعرية نراها في قصائد شيركو بيكس من خلال هذا الكتاب.


في كتاب صباح الأنباري قراءة ورؤية مكثفة لتجربة شاعر مثل شيركو بيكس المتعدد الثقافات واللغات.
قسم المؤلف كتابه عبر أبواب مهمة تناول فيها:

-      شيركو بيكس سيرة ذات مكانية: معتمدا ً فيها (قصيدة الصليب والثعبان ويوميات شاعر) كاشفاً السحر الجميل ما بين الأسطورة وحياة الشاعر التي عاشها بكل ألوان الحياة الجميلة والحزينة منها.
ثم ينتقل المؤلف بعدها إلى صورة المكان ودلالته الجمالية في شعر شيركو بيكس.
ومن خلال هذا البحث يقدم لنا صباح الأنباري تحليلا فنيا ً دقيقا عن الأماكن التي تتوالى وتظهر عبر قصائد شيركو بيكس الشعرية ومنها:

 
 - صور الامكنة الخبرية: ويقدم لنا عبر هذا الباب قصيدة 'حلبجة' ونرى في هذه القصيدة تمسك الشاعر بعراقيته وحبه للعراق بكل جهاته إذ من الصعب أن تتجزأ حلبجة أو تنفصل عن بغداد أو عن حيدر خانة ومن ثم ينتقل إلى صور الأمكنة القصية، والامكنة المغلقة وصور الامكنة المنسية.


كل ذلك يتجلى في تحليل دقيق ومكثف لحياة الشاعر يكشف فيه الكثير من الجمال في شعر شيركو بيكس.
ويؤكد الكاتب على اعتبار شيركو بيكس من اهم الشعراء الكرد المعاصرين لغزارة شعره وسحر مفرداته إذ تلعب الطبيعة دورها في هذا الجمال الشعري. ونذهب مع الكاتب إلى صورة الجبل ودلالته الجمالية في قصيدتي (أنشودتان جبليتان) حيث الجبل ذاكرة كردية خالصة، كاشفا ً لنا جمالية اللغة الكردية عبر ترجمات لكلمات تشع كالضوء بحياة الشاعر وشعره. اللغة الكردية الجميلة التي تحمل الطبيعة في أحشائها للتتفجر عن جمال آخاذ كشقائق النعمان في جبالهم التي شهدت تاريخا وادبا ومعارك ورحيلاً، كتبه لنا الشاعر شيركو بقصائد يتردد صداها في جبال (برايموك) حيث المكان حاضن النص .!
ومن ثم نمضي مع الكاتب إلى المكان في (كتاب القلادة) حيث لا مفر من المرأة ولا خلاص منها فهي الحاضن كما المكان حاضن النص المفتوح. يؤكد شيركو على ذلك إذ يقول: 'لا يمكنني الكتابة دون حب امرأة وحضورها المستمر في خيالي وتخيلياتي المضيئة أو عطر جسدها أو صوتها العذب.
ينتقل المؤلف بعد هذا، إلى العبور في عوالم شيركو، ليقرأ لنا تجليات المكان لونيا ً فمن قصيدة (دورق الألوان) يعبر إلى المكان المتحرك في (قصيدة الكرسي) إلى مضيق الفراشات مكان العبور وزمهرير الغربة.
يؤكد المولف صباح الانباري في كتابه هذا أن المكان في شعر شيركو بيكس ليس مكانا ذهنيا أو افتراضيا إنه مأخوذ بواقعيته وطبيعته وتماهيه مع الإنسان وله في شعر شيركو وظائف عديدة، ومختلفة تجلت في حياة الشاعر .


لا بد من الإشارة إلى أن هذا العرض البسيط للكتاب لا يعطيه حقه في التعريف بكل تفاصيله وأبوابه المتنوعة عن حياة الشاعر وشعره .


.........................................
اسم الكتاب: 'المكان ودلالته الجمالية في شعر شيركوبيكس'


صدر عن دار نينوى سورية.