Robert Lepage

رسالة الفنان الكندي روبير لوباج

2008

 الفرضيات حول نشأة المسرح عديدة، لكن ثمة فرضية تستهويني أكثر من غيرها، ولها شكل حكاية أسطورية: في إحدى ليالي ذاك الزمن السحيق، تجمّع رجال في مقلع للحجارة طلباً للدفء حول نار مشتعلة وتبادل القصص والأحاديث. وفجأة، خطر في بال أحدهم الوقوف واستخدام ظله لتوضيح حديثه. ومن خلال الاستعانة بضوء اللهيب، استطاع أن يُظهر على جدران المقلع شخصيات أكثر جسامة من أشخاص الواقع. فانبهر الآخرون، وتعرّفوا من دون صعوبة إلى القوي والضعيف، والظالم والمظلوم، والإله والإنسان البائد. وفي أيامنا هذه، حلت مكان نيران المباهج التي توقد في المناسبات الخاصة والأعياد الأضواء الاصطناعية، وجرى الاستعاضة عن جدران المقلع بآلات المسرح المتطورة. لكن مهما كان رأي المحافظين، فإن هذه الحكاية تذكرنا بأن التكنولوجيا تواكب المسرح منذ نشأته وأنه لا يجب النظر إليها وكأنها تهديد له وإنما كعنصر موحد. كما يتوقف بقاء الفن المسرحي على قدرته في إعادة اكتشاف نفسه من خلال دمج أدوات ولغات جديدة. وإلا، فكيف للمسرح أن يبقى شاهداً على التحديات الكبرى لعصره، وأن يشجع الوفاق بين الشعوب إن لم يثبت هو نفسه عن انفتاحه؟ وكيف له أن يتباهى بتقديم حلول لمشاكل التعصب والاستبعاد والعنصرية، إذا كان في ممارسته الفعلية يرفض الخليط والدمج؟ يجب على الفنان، في سعيه إلى تمثيل العالم بكل تعقيداته، أن يقترح الأشكال والأفكار الجديدة، وأن يثق بذكاء المشاهد القادر على تمييز الجانب الإنساني في اللعبة المتواصلة بين الضوء والظلام. صحيح أن الإكثار من اللعب بالنار يعرّض الإنسان لألسنة اللهب، لكن الإنسان يمنح نفسه أيضاً، بهذه المجازفة، فرصة الإبهار والتألق.  

روبير لوباج، كيبيك، 17 شباط/فبراير 2008

  ...............................................................................

روبير لوباج في سطور

تخرج من معهد الفنون المسرحية بكيبيك كما حصل على عدة شهادات دكتوراه فخرية في الفنون الجميلة والآداب من جامعات موريال وطورنطو و غيرها. له سجل كبير من المشاركات المسرحية سواء ككاتب أو مقتبس أو مخرج أو ممثل أو سينوغراف، والتي تمتد من سنوات الثمانينات من القرن الماضي، وكان آخرها :

*  ليبسيش 2007،
* مشروع أندسون 2005،
* سلسيتنا 2004...

له أيضا مشاركات في السينما كممثل ومخرج وسيناريست. كما أخرج عدة أعمال للأوبرا وعروض الروك والسيرك. وأنجز وأخرج أيضا عدة مشاريع فنية حول الفيديو والإشهار والفنون التشكيلية.
وتكللت أعماله الفنية بعدة جوائز واعترافات، كان آخرها :
2007 :
* جائزة روبي أوراد ( مجلس إدارة " أوبرا كندا ماغازين "،
         
* جائزة أوربا للمسرح ( المجلس الأوربي )،
        
* جائزة الاعتراف ( المركز الوطني للفنون )،

2006 * جائزة دائرة نقاد العاصمة ( أوتاوا )،
        
* جائزة كاسكون رو ( المجلس الوطني لموريال )،
        
* جائزة ستيرلين أوارد ( أوبرا إدموند )،
        
* جائزة الفرنكفونية ( جمعية المؤلفين و الملحنين المسرحيين ).

 

*