يوم المسرح العالمي

27  آذار 2008

رسالة ثابتة الى أن ينقشع الظلام من بلادي

 أيها المسرحيون في كل ارجاء العالم..أيها المسرحيون العرب

  اليوم..تشتد حاجتنا للمسرح وخشبته أكثر من أي وقت مضى..تشتد حاجتنا لوهج حروفه البليغة الصامتة لنقارع بها جبروت أجهزة الضجيج العالمي التي ما فتئت تشتغل على طمس الحقائق ووأد الأفكار وتشويش الرؤى وتضبيب العقول كي تنئى خشبتكم الشريفة عن احقاق الحق وابطال الباطل وفضح ما يضمرون وما يظهرون.

اليوم..تشتد حاجتنا لوقع كلماته الصائتة لندك بها قلاع الظلاميين في كل قارة من قارات كرتنا الارضية،وفي كل بلد أجهضوا  فيه نور الحياة.

اليوم..تشتد حاجتنا لقوة أفعاله وقدرتها على محو غضون القهر والدمار والخراب من على وجه عالمنا الذي هرأته سنوات الاقتتال بين الأهل،والتنابز بين الأعراق والتمايز بين  الطوائف.

لقد استشرت قوى الظلام العالمية محشدة كل أجهزتها الديماغوغية وشاهرة كل أسلحتها المظللة كي تديم هيمنتها،وتفرض ارادتها،وتغرق عالمنا في عتمة دياجيرها السحيقة.

أقول قولي هذا لأضع بين أيديكم ما يحدث في بلادي من ويل وعذاب ودمار واستهتار لم تشهده البشرية من قبل ولم تعان منه أمة من الأمم.لقد انهال الظلاميون على مسرحيي بلادي قتلا وذبحا وتشريدا وتهجيرا،وعلى أبنية مسارحهم حرقا وسلبا وتخريبا في محاولة منهم لايقاف مسيرة بلادي الفنية،وتهميش حركتها المسرحية،واضعاف دورها على صعيدي الفكر والفن.

أيها المسرحيون..دعوني،في يومنا العالمي هذا،أوجه الدعوة لكم جميعا كي تقفوا مع شعب أوقعوا به في شراك الشر فكثرت عليه السكاكين طمعا وجشعا واستلابا ونهبا باسم الديمقراطية والحرية وباسماء أخر..اكتبوا أيها المسرحيون واخرجوا ومثلوا كل ما من شأنه التحوّل الى قطعة ضماد شافية تضعونها برفق وأناة على جرحه الذي ما فتئ ينزف وينزف بلا انقطاع..تذكروا وانتم تذرفون دمعة حب على مسرحيينا الذين رحلوا،فرادا أو جماعات،الى العالم الآخر ان عنقاء مسرحنا العراقي لن تنهض من نارها ثانية الا بتضامنكم وتكاتفكم وتآزركم مع من آثر البقاء والاحتراق بنيران المسرح العراقي ولهيب خشباته المقدسة وليكن يومنا العالمي هذا ايذانا بوجودنا كمسرحيين وتحقيقا لذواتنا كفنانين ودعاة حق وسلم..ولتكن خشبة المسرح في كل مكان ساحة مواجهة عالمية لخوض صراعاتنا من اجل الانسان وحقوقه المصادرة.

 

دمتم ودامت صالات مسارحكم بؤرا للمحبة والحرية والتضامن.

 

 الناقد والكاتب المسرحي 

العراقي صباح الانباري