حافظوا عليه .. واحذروا تهويده 2014
د.سيد علي إسماعيل كلية الآداب – جامعة حلوان – مصر
احتفالاً باليوم العالمي للمسرح .. أترحم على روح الرائد المسرحي الأول (مارون
النقاش) اللبناني، الذي أدخل إلى البلدان العربية - وتحديداً إلى لبنان – المسرح
باللغة العربية عام 1847. وأترحم أيضاً على روح الفنان (أحمد أبو خليل القباني)
الرائد المسرحي الثاني، الذي أنشأ المسرح العربي في سورية عام 1865. وأترحم أخيراً
على روح الفنان الأديب اللبناني (سليم خليل النقاش)، الذي أدخل المسرح باللغة
العربية لأول مرة إلى مصر عام 1876؛ فأصبح رائد المسرح العربي في مصر، كما سبقه
الرائد القباني في سورية، وسبقهما الرائد الأول مارون النقاش في لبنان!! هذه
الريادات المسرحية، ظلت راسخة في عقولنا ووجداننا وتاريخنا العربي، وهي ريادات
تجمّع حولها المشتغلون بالمسرح .. فرحين بها .. سعداء بروادها!! هذا التجمع، وهذه
السعادة أوغرت صدور الحاقدين من رؤية المسرحيين العرب مجتمعين على رأي واحد وريادة
راسخة مستقرة في وجدانهم!! وبعد عقود من نشاط المسرح العربي الهادئ الآمن؛ نبش
الصهاينة قبور هؤلاء الرواد، وتلاعبوا برفاتهم؛ في محاولة فاشلة لإبدالها برفات
زائفة دخيلة!! فاستبدلوا ريادة مارون النقاش الأصيلة بريادة موهومة مزعومة ليهودي
يُدعى (أبراهام دانينوس)! وحاولوا زعزعة مكانة لبنان؛ بوصفها مهد المسرح العربي من
أجل استبدالها بالجزائر العزيزة على قلوبنا؛ في محاولة صهيونية يائسة للوقيعة
المسرحية بين القطرين الرائعين لبنان والجزائر!! ونحمد الله أن هذه المحاولة تمّ
إفشالها، والإجهاز عليها نهائياً! ما
حدث في لبنان، حاول الصهاينة تكراره في سورية! فقاموا بإبدال القباني وريادته،
بريادة (أنطون شحيبر)، ونشروا له خمس مسرحيات في كتاب ضخم؛ زاعمين أنها تُمثل
المسرح السوري! وهذا الكتاب منتشر بصورة لافتة للنظر في أوروبا، ويتمّ تدريسه في
الجامعات الأوروبية منذ ثماني عشرة سنة!! والسرّ وراء الاهتمام الصهيوني بترويج هذا
الكتاب أن أنطون شحيبر (يهودي)!! وللأسف الشديد، خاب ظنهم ومسعاهم، فالحقيقة – التي
حاولوا طمسها – أن أنطون شحيبر (مسيحي)!! ولم يقم بأي نشاط مسرحي قبل القباني، بل
بعده بسنوات كثيرة، ومسرحه كان داخل المدارس فقط!! لم
يبق أمام الصهاينة سوى (مصر) وما زعموه منذ أكثر من قرن مضى؛ بأن (يعقوب صنوع) هو
رائد المسرح العربي في مصر، حيث أنشأ بها مسرحه العربي، الذي ظل يعمل من عام 1870
إلى 1872!! هذه الأكذوبة الكبيرة، التي عاشت بيننا، وأسهمنا في ترويجها وانتشارها –
حتى الآن للأسف – تم إثبات كذبها، وأنها ريادة لا أساس تاريخي لها، بعد أن فشل جميع
الباحثين في الحصول على دليل واحد، يثبت نشاط صنوع المسرحي في مصر في هذه الفترة!!
ومع إنهاء أكذوبة رياد صنوع للمسرح العربي في مصر؛ تتحطم جميع المخططات الصهيونية
من أجل (تهويد ريادة المسرح العربي في لبنان وسورية ومصر)!! واحتفالاً
باليوم العالمي للمسرح .. أقول: لقد نذرت نفسي وقلمي وجهدي من أجل النضال ضد تهويد
المسرح العربي، لا سيما رياداته في لبنان وسورية ومصر! كافحت وحدي في البداية، ثم
وقف بجانبي بعض الأصدقاء بقلوبهم، ثم بتشجيعهم، ثم بأقلامهم! حتى قامت الهيئة
العربية للمسرح – في الشارقة - بعقد أول مناظرة مسرحية في التاريخ؛ بخصوص ريادة
المسرح العربي بين جهود مارون النقاش الحقيقية، وبين ريادة أبراهام دانينوس
المزعومة! وأطمع في المزيد من أجل تفنيد المزاعم الصهيونية بخصوص صنوع وشحيبر!!
ومهما يكن من أمر .. فأنا على ثقة بأن الصهاينة لا يستسلمون بسهولة! ولا يرفعون
الراية البيضاء إلا في وجه الأقوياء!! فكونوا أقوياء، وحافظوا على مسرحكم ..
واحذروا تهويده!!