محسن الشيخ ممثل ومخرج مايم عراقي*
محسن الشيخ ذلك الشاب العاشق للفن والذي سقط على خشبة المسرح وودع الحياة معانقا تلك الحبيبة التي سخر حياته لخدمتها وتعلق بها تعلق الطفل بأمه.غادر الدنيا في ريعان شبابه وبداية تألقه.عرفته وهو لم يكمل مرحلته المتوسطة عندما دخل دار الإذاعة ليعمل عند مدير التلفزيون وكان يتردد على قسم الدراما ويتسلل الى استديو2 المقابل لمكان عمله وغالبا ما يتلقى التقريع من المدير بسبب تغيبه عن المكان وعن تلبية نداءه لأنه عندما يدخل الاستديو يراقب الفنانين وهم يقومون بتصوير مشاهد تمثيلية كان يغيب عنه كل شيء إلا هدفه ولا يتذكر إلا طموحه وهو ابن العائلة الدينية الجنوبية البعيدة عن هذه الأجواء التي ابتلي بحبها وشغف بأضواءها.
محسن الشيخ من الأسماء العالمية في التمثيل الصامت(البانتومايم)وقد نال الرقم 29 أو 26 عالميا إذ وقف على المسرح لمدة 45 دقيقة يقدم مسرحية صامتة على شكل لوحات من اعداد وإخراج الفنان الكبير(أطال الله عمره) سعدون العبيدي وعلى خشبة المسرح الفني الحديث.
محسن الشيخ أكمل المعهد وواصل الدراسة في الأكاديمية وهو يعمل عاملا بسيطا.
محسن الشيخ لم يجرح أحدا وهو العندليب الذي غنى وغنى والشوكة تنبت في صدره.هذا الغائب الذي لم أنساه يوما ولا فرضا من صلاتي إلا نادرا لأنه أهداني خاتما أتختم به منذ أكثر من 15 سنة لم اخلعه وهو حاضر في كل حديث لطلبة أو محاضرة أو ندوة في الفن والالتزام والأخلاق الفنية
.....................................
*سيرة مقتطعة من ذاكرة الكاتب والمخرج التلفزيوني صباح رحيمة