أحمد نبيل ممثل وأستاذ مايم من مصر*

 

يعتبر فن التمثيل الإيمائي «بانتومايم» من الفنون القليلة التي لم تأخذ حقها على الخريطة الفنية العربية.وعلــــى رغم صعوبة هذا النوع من الفنون وأهميـــته،يحـــرم من المشاركة في المهرجانات،سواء المحلية أم العالمية، لأن فنانـــي الـ «بانتومايم» جميعهم تركوه ولم يتبق منهم سوى الفنان أحمد نبيل.

يحرص نبيل على استمرار هذا الفن ويعتبره «أعظم الفنون» لأن تركيزه ينصب على الملامح الجسدية وإيصال ما يريد قوله للجمهور من دون كلام. و«هنا تكمن صعوبته، إلا انه على رغم هذه الصعوبة وانغلاق دائرته يجد من يحضرون خصيصاً لمتابعته فيجلسون في صمت رهيب مستمتعين بما يقدم أمامهم من تمثيل بلا صخب وإكسسوارات وديكورات»، كما يقول.

أكد نبيل أن الـ«بانتومايم» من أقدم الفنون الفرعونية بدليل الرسوم المحفورة على عدد كبير من المعابد الفرعونية، وهذا إن دل، فعلى أن مصر كانت رائدة في هذا المجال.ويشير الى أن «أصل كلمة «بانتومايم» يعود الى اللغة الإغريقية، وهي مشتقة من كلمتين «Panto» وتعني كل شيء و«Mimeomai» وتعني أقلِّد،من هنا فإن هذا النوع من الفنون يمثل محاكاة للحياة».

 

يضيف نبيل:"مع مرور الزمن أصبحنا نشحذ الاهتمام بنا ولا نجد من سبيل سوى السفر الى الخارج،إذ أسافر كل عام إلى ألمانيا بناء على دعوة للالتحاق بأحد المعاهد الكبرى هناك،والتي انصب كل جهدها على الارتقاء بهذا الفن على نقيض معاهدنا التي حولت الفن الإيمائي الى مادة نظرية فحسب".

 

أسف نبيل لخلط الناس بين الفن الصامت الذي عرفه العالم في مدرسة شارلي شابلن التمثيلية والذي يشبه كثيراً السينما الصامتة قديماً، وبين الـ «بانتومايم» المغاير تماماً للفن الصامت،إذ أن اعتماده الأول والأخير على حركة الممثل الذي يجسد الديكور والإكسسوارات والأشخاص ويحدد كذلك الزمان والمكان.

 

تلقى أحمد نبيل قواعد الـ (بانتومايم) على يد مستشرق أميركي في الإسكندرية،ثم درسها عشر سنوات.وفي عام 1972 حصل على منحة لدراسة تحريك الممثل على المسرح في عروض الـ "بانتومايم" في الاتحاد السوفيتي،وحصل على المركز الثالث بين 40 دولة.وبعد عودته الى مصر،قدم العديد من العروض في المراكز الثقافية المصرية والأجنبية،وشارك في مهرجانات المسرح العربي والأوروبي والتجريبي في القاهرة.

 

  يشير نبيل إلى أنه كان أستاذاً لمادة الإحساس في جامعة الإسكندرية،وألقى العديد من المحاضرات والندوات في مصر والعالم العربي،وقال: "فنان الـ (بانتومايم) يختلف عن كل الفنانين،لكونه يعتمد على الإحساس فقط في إيصال الفكرة للمتلقي،وهو يشبه في هذه الميزة فن الباليه، فكلاهما لغة عالمية كالموسيقى".

 

  أحمد نبيل مصنف ضمن أفضل عشرين ممثلاً إيمائياً من المتميزين بأسلوب خاص في العالم،فإنه يحرص على إخراج عروض الـ (بانتومايم) في ألمانيا،وقدم عروضاً مشتركة مع فنانين عالميين.ما دفع جهات ألمانية الى إصدار كتاب عن هذا الفنان الموهوب عام 1994 باللغة الألمانية.

 

يقدم نبيل عروضاً كل 3 أشهر على المسرح الصغير في دار الأوبرا المصرية، مستعيناً بموسيقى الفنان هاني شنودة وألحانه.ومن عروضه (المايسترو العجيب)، (حرامي وسط الزحام)،(بطل الأبطال في رفع الأثقال)،(زبائن الترزي الغريب)، (شقاوة عسكري المرور) و(مصور ينتظر فرصة).

...........................................

عن مقالة للأستاذ محمود عبد السميع في(الحياة)  09/03/08