الاكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي
لغة الجسم و حركات التعبير المختلفة
إليك نظرة عامة على كيفية حماية إشارات الخاصة بك.
وضعية
الجسم
الحركات الحادة تشير إلى الانزعاج. وإذا كنت جنديا سابقا في قوات مشاة البحرية
سيكون من المألوف منك أن تمشي بقامة مستقيمة ثابتة وساعداك مفرودان إلى جانبك: إذ
إن ذلك هو ما اعتاده الناس منك. وهذا لا يشير فقط إلى ثقتك في نفسك، وانما هو أيضا
الخط القاعدي للغة جسدك. لكن إذا اتخذت مثلا عاملة غسيل الأطباق الخجولة الجديدة في
الكافيتريا نفس الوضعية، فسيشير هذا إلى أن شيئًا قد اختلف فيها- ربما تفعل هذا من
باب الدعابة، أو ربما تحاول إظهار ثقتها في نفسها. وليس الهدف من التمتع بوضعية
للجسم هو المبالغة في هذا الأمر لإرسال إشارة معينة. الهدف هنا هو التمتع بالوضعية
الملائمة لك- بعيث لا تظهر لفة الجسد المعبرة عن العجز أو تصلب الظهر الذي يشير إلى
التردد- وضرورة التعامل معك باعتبارك قويًّا. كن انسيابيا ومسترخيا لتتجنب البعث
برسالة مفادها أنك كنت تنتظر هذه الفرصة طيلة حياتك.
الحواجز
يضع الجميع تقريبا حواجز من نوع ما حولهم، سواء كان هذا بالجلوس خلف منضدة ما، أو
بفرك اليدين معًا. دوِّن ملحوظة بالخط القاعدي الخاص بك بشأن ما يلى: اعرف عدد تضع
فيها حواجز حولك وأنت في حالة استرخاء. إذا كنت تضع الحواجز باستمرار، عليك التمرن
على تقليل اعتمادك عليها بشكل تدريجي. ستحسن هذه الخطوة من أدائك بشكل كبير عندما
تعلن عن نفسك باعتبارك خبيرًا. إذا إن استخدام الحد الأدنى من الحواجز يدل على
الثقة فيما تفعل. إلا أنني لا أنصحك بالتخلص من كل الحواجز إلا إذ ا أصبحت هذه
الحالة مريحة لك بالكامل. أما القيام بتغيير جذري على هذه الشاكلة، فسيشعرك بانعدام
الأمان، وسيظهر هذا للجميع. وبالانتباه إلى إجابات كيف ومتى وماذا الخاصة بحواجزك
الطبيعية، ستتعلم كيفية استخدامها بفاعلية وعن عمد. فإذا كنت تجلس دائما خلف كرسي
ضخم، استخدم كرسيًّا آخر أصغر وتمرن على التخلص من طاقة التوتر عبر قدميك بثني
أصابعهما- لا أحد سيلاحظ هذا إلا إذا كنت ترتدى خفا مفتوحا.
المفسرات
المفسرات هي الإشارات التي يصدرها العقل ليؤكد أفكاره بغض النظر عما ينويه الفم.
عندما تبث رسالة بفمك عن خبرتك بينما عقلك غير متأكد من هذا، ستخذلك المفسرات وتظهر
جلية للجميع.
يعد رفع الحاجب- الذي أسميه حركة استجداء الموافقة- إشارة مؤكدة لطلب المساعدة،
وهو ما سيظهر عدم ثقتك في الطريقة التي سينظر بها لك الآخرون. لذا عليك تجنب هذه
الحركة إلا إذا كانت هي نفسها الرسالة التي ترغب في بثها. ينطبق هذا الكلام نفسه
على المفسرات الدالة على قلة الحيلة وعدم الثقة الأخرى على شاكلة الأكتاف المحنية
وراحة اليد المفتوحة لأعلى مع أصابع مفرودة، والمرفقين الملتصقين بالجانبين. هذه
الحركات كلها تشير إلى فقدان السيطرة كما تقلل من الثقة التي تظهرها للآخرين.
بالإضافة إلى ما سبق، عليك أن تتجنب المفسرات التي على شاكلة تطويح الذراعين بقوة
والتي توحى بأنك تدفع بالمعلومات إلى الجمهور بنفس أسلوب "هتلر". وبغض النظر عن
المفسرات التي تستخدمها، عليك التأكد من أنها تخدم أهدافك الرئيسية وأنها لا تظهر
كما لو كانت مجرد أذرع إنسان آلي تُطوِّح إثر تعرضها لموجة مفاجئة من التيار
الكهربائي. وبعض أفضل المعلمين الذين أعرفهم في الجيش يتدربون باستمرار لإخراج هذه
الإشارات بالشكل السليم.
عندما ندخل في حالة من الاسترخاء، يحرك معظمنا ذراعيه ورجليه بانسيابية وبدون
حركات مضطربة (إلا إذا كنا نعانى من آلام قوية أو مشاكل عصبية)، مما يؤدي إلى حدوث
توافق بين إيقاع تحولاتنا المزاجية وتركيزنا مع الرسالة التي نبعث بها بدلا من مجرد
الاندفاع إلى الخطوة التالية. وتشير الحركات المضطربة والمعتلة إلى انشغال الذهن
والافتقار إلى الراحة.
افعل كل ما يتطلبه الأمر لتضمن أن الرسالة التي تبعثها يداك وذراعاك تدعم كلماتك.
وسيحدث هذا على الأرجح عندما تشعر بالثقة في معلوماتك، إلا أن المشكلة تكمن في أن
عقلك سيدمر كل شيء عند أول لحظة شك. لذا تحصن من الوقوع في هذه المشكلة بالامتناع
عن الاستطراد في الحديث.
المنظمات
يقوم ذوو السلطة بالسيطرة على المحادثات باستخدام المنظمات. وغالبا ما يسمح
الخبراء للآخرين بالمشاركة إذا كان هذا ملائما، كما يستبعدون تعليقاتهم إذ ا لم
يكن. الوقت مناسبا؛ وكلا الأمرين يحدث من خلال المنظمات. فحالما تسيطر على الأمور
يمكنك استخدام المنظمات بفاعلية لتطرح أفكارا معينة داخل المناقشة أو تستبعدها
منها. استخدم المنظمات التي تتمتع بها بالفعل بدلا من تبنى أخرى جديدة. أنت
بالتأكيد ستبدو أحمق في اجتماع بالعمل عندما تحاول إسكات أحدهم بإشارة من يدك.
وحماية حركاتك الغريبة التي تشير إلى طلبك للموافقة لتستمر في الحديث هي أمر حتمي.
على سبيل المثال: إذا كنت تميل إلى وضع إصبعك على شفتيك كما لو كنت تخرس نفسك (على
عكس السبب الذي كانت أمك تقوم بهذه العركة لأجله)، فلتضع يدك في مكان ما بعيد عن
فمك. فلديك الحق في التحدث كما تحب طالما لديك شيء يستحق القول.
المنفسات
المنفسات هي أكثر مؤشرات التوتر والشك تعبيرًا بالنسبة لمعظم الناس. وما بين
القهقهة بطاقة متوترة خلال تقديم عرض ما والنقر بأصابعك إلى العبث بشعرك، اعلم أنك
تشق طريقك في اتجاه رفض الآخرين لك. ولا توجد طريقة مؤكدة لفقدان مصداقيتك أكثر من
إظهار بقايا تلك الطاقة المترددة والمتخبطة، والتي تشير إلى عدم تمتعك بالثقة فيما
تقدمه (استنتاج: إذا كنت لا تثق فيما تعرض، لمَ يُفترض بأي شخص آخر أن يثق فيه؟).
أول شيء عليك فعله هو معرفة مؤشراتك الدالة على التوتر. وأفضل طريقة للقيام بهذا
هي وضع نفسك في موقف جديد ومزعج لتعرف ما الذي تقوم به لتتأقلم مع تلك البيئة
الجديدة. إذا كنت غير معتاد الذهاب إلى دار العبادة جرب الذهاب إليها. إذا كنت غير
معتاد الذهاب إلى دار الأوبرا جرب الذهاب إليها. إذا كنت لا تذهب عادة لمشاهدة
مباريات كرة السلة الصغيرة فلتفعل ذلك. عليك أن تعرف ما الذي تفعله عندما تتوتر
لتتمكن من إخفاء هذه الإشارات. وبينما لا يعلم أغلبنا إشارات التنفيس التي ترسلها،
فإننا نلاحظ إشارات الآخرين بسهولة بالغة، لذا أثناء قيامك بتجربتك الصغيرة تلك،
تعلم شيئا إضافيا بمتابعة الناس في دار العبادة. أو الأوبرا، أو الملعب.
افترض أن من حولك قد راقبوك وصاروا يعلمون إشاراتك بالفعل، واشرع في تعلم إخفائها
عن أنظارهم. باختصار، لغة الجسد الشاملة المرتبطة بالحالات المزاجية ليست وحدها
القادرة على تدمير نجاحك؛ فالعناصر الأربعة الأساسية- المفسرات والحواجز والمنفسات
والمنظمات- تشير إلى درجات يقينك وشكك التي تتغير أثناء حديثك. واختيار السماح
للآخرين برؤية أفكارك الحقيقية هو اختيار قوى وفعال طالما تمتعت بالثقة في نفسك.
والسيطرة على رسائلك غير المنطوقة باستخدام هذه الأدوات نفسها تزيد من مساحة
الخيارات المتاحة أمامك لتعرض خبراتك.