آهٍ .. ما أشدّ حقد الظلاميين،وما أقسى الغزاة على بعقوبتنا الجريحة.

أحبتي أيها الأثيريّون النبلاء

 سعد علي وحسين محمد وعلاء حسين

 إعلموا أن تلك الليلة لا تني تدفع شوكتها التي انغرزت في قلبي بقوة حقد الظلاميين ولؤم الغزاة.وما أكثر ما انغرز في  قلبي من أشواكهم الموتورة.

كنتم أول المستهدفين وأول الضحايا وأول الشهداء وأول الشهود على كرههم الأبدي للحياة وأول من أراد لبعقوبتنا أن تنهض من رمادها لتحلّق مثل حمامة بيضاء فوق بساتين السلام والمحبة.

كنتم أمل بعقوبتنا وصراط عبورها الى فردوسٍ زعمتُ وإياكم أننا قادرون على بلوغه بعد حين من زماننا الجديد لكن أيديهم الملطخة بالدم حالت بيننا وبين فردوسنا المنشود.

لقد استمرأوا دماءكم الطاهرة منذ تلك الليلة الدامية فتحركت في دخائلهم شهوات الدم فانقضوا على أهلنا قتلا بالرصاص أو بالمفخخات أو بالناسفات أو بما تيسّر لهم من أدوات حز الرقاب.

ألم يغتالوا صديقي المزنّر بالسلام والمجندل بالمحبة مؤيد سامي مدير تحرير أول صحيفة حرة بعد سقوط الصنم على مرأى من رفيقة عمره وبنيه لا لشئ إلا لأنه قرر المضي على طريق فضح ما يضمرون وما يجهرون ؟  

ألم تهاجم زمرة ضالة منهم رجل الحزب الشيوعي في مدينتنا نجاح أبو ولاء  وترديه قتيلا ؟

ألم يزهقوا روح القاص ياسين أبو ظفار ولم يكن من قبل قادرا على ازهاق روح حشرة صغيرة ؟

ألم يغتالوا عقيل المالكي وخليل علي شكر وعدنان مهدي درب وزهير فائق وعبد الكريم الخالصي،وبحزام ناسف لأحدهم ألم يقتلوا ابن أخي الذي لم يتجاوز بعد الخامسة عشر من عمره ؟

وامرأة الشاعر ابراهيم الخياط ألم يقتلوها هي الأخرى على قارعة الطريق؟وعلى قارعة طريق الجامعة ألم يقتلوا بغدر وبشاعة د.مشحن وزوجته ساعة خروجهم من أروقة جامعة ديالى ؟

و..و.. الى آخر هذا المسلسل الذي يبدو لي أنه سينتهي بغرقهم في بركة الدم العميقة التي حفروها لأحبتنا.

أشكركم يا من امتلكتم الأثير يوماً ما وأردتم أن تدخلوا المسرة الى قلوب أهلكم الدياليين،وأشكركم لأنكم مازلتم تتذكرون ما كنا نهدف اليه وتعملون بجد وجهد من اجل تحقيقه،وأشكركم أيضا لأنكم نقلتم لكل أهلنا في بعقوبة أحداث مسرحيتي "قطار الموت" الذي يبدو أنه ما يزال يسير نحو مصيرٍ أراده الظلاميون لنا، ولكنه سيسحقهم يوما ما تحت عجلاته العراقية الغاضبة.

 

                                                                                                         صديقكم

                                                                         ابن بعقوبة المعطاء

                                                                          صباح الأنباري