.......وبرغم
كثرة ما
ألّف السّـلف والخــلف
ههنا بلغ الإملاءُ
في (هكذا شـطح ...) في صيف
سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة وألف
ربما
بعد ألف عام آخر
بكردستان المؤنفلة أو
كوكبٍ لمْ يبزغْ بعدُ أو
لمْ يبقَ له أثر........والله أعلم
ألفُ حمد على هديه، يمنه وتوفيقه عسـى
أن تكون هذه خاتمة الــملحمة المضـــادّة التي
ما فتئت تخالف قوانين السير.
في إمبراطوريات دناصيرٍ
ماانفكّت تحنّط أنفاسـي.
هــا
هـــــا
هـــــــــــا
ماكانت محظيـّــــة و لا أنـــا
من الأرقام المجهولة
في قمامات (السيركات)
فمنذ المستقبل راحت
سمائي المصــــــــلوبة
تندثر ؛ فلمْ
يسـعـني إلاّ
أنْ أرجــمَ قبري ؛ ولــذا
ظللت شاهراً إيّاه
في انتظار نعش سمائي
حاســــــــداًً حتّى
سيزيف فمتى
(2)
سأصل إليّ / إلى
هذه القصيدة مغمغماً
بلحن " أفكر؛ إذن أنــــــا ذات "
مثلما النذيــر ، مثلما المقاصـــــل
تميط اللثامَ عن رفاتي؟!
وهل ثمة موميــاء تـقـرؤني جهراً
كطمـــــــث أبجديّــــــتي؟!
- أيتها السيركات المتلألئة كمســــتنقعات دمائي
لقد ولّى مســــــــــتـقبلكنّ؛
فمنذ قرون وأوثانكنّ الفاطســــة
تســــــــفســــــــــط ،
تطارد أشـــلائي المفقودة
كالرّيبة حتّى
افترســت أجنّة مستقبلي المضرّج
بأشعاري أوّاهِ
لكمْ جرت دمائي في مراياكنَّ بلا قوافٍ !
وكمْ باتـــت يافطاتكن أكفاناً ملغومة!
إنّما عبثاً لمْ يقتنصْ
أيّ غربال روحـــــــي.
أجلْ.. لقد ولّى مستقبلكنّ ؛ مادامـــــت
عاصـــفة موتي تئزّ
وأوكار طابوري السابع في عروق مستقبلي تســـــــــــــــــامرني.
تلكم هي إذنْ ؛
آيتي الناســــــــــخة ما
برحــــــت
تطلســــــمني
(3)
كهذه الملحمة الّتي
بايعها الجنـون فبرزت
تشـهر
مســـتقبلي اللامباح (قد
يغوي حتى أســـــــــــــلافي)
فأيّ مســــــــــــــتقبل آخر
ســـيزهق هذي القصيدة ؟!
هيـهـــــــــــات
هيــهــــــــــــات
هيهــــــــــــــات !
فيـــــــــــــا لها
من صــرخـــة
ضروس كعويل شعوبي المفقودة
على برازخ من جماجم
وفي حقول من عظام وديــــــدان!
في حضارات الاغتصاب (يقيناً) !
ستختلس ذاكرتي المستقبلَ بكلّ فضائحه
و أسفاره المطمورة هنالك في روحي ، حتّى
تصعق أنبياءه وعناكب عمائه هاتفة :
- حذار حذار حـــــــــــذار
فللطواطم الجديدة
فراديس، طبول ومرايا
تتفاقم فيها الطّوابيــــــر
إذنْ أيقتضي أنْ
أتأرجح بقشة من أوهامها أو
يافطاتها التي مآلها كمثل "البول للحمير"
حيثما الوعود حشـرات تلســـــعني في
ســــراديب ســــــــمائها الجرباء؟
ففي يوتوبيا (الساعة الثالثة عشرة من الأشغال الشاقة) لا جرم
إن إعتذرت هذه القصيدة المـــكّــــارة ( أولمْ
تصبكم الشيزروفينيا مثلها؟)
لا غرو فقد اخترمتها براثــن
صدّامصور(4)
إحترابات الجبال شبيهة الـ
(HIV)
(5)
والكراسي الزّاهية كحراب الغستابو
كما حمّمتها الأمطار الكيماوية والميكروبية
ثمّ ألمْ
تتشظَّ في منافيَّ وفي فراديس اليباب
حيثما الكلابُ تســـــــــــير
و القافلةُ تنبــــح؟
إي والله!
لا مناص من الاعتذار المرير مراراً
إذ الشــــــعارير اللقطاء
يتخنجـــرون
(6)
في روحها الّلاهبة
-
ألا ألف سحق للكاثرسيس!
(7)
فما أشقاها! وقد حشرت حشراً مثلما في
الهجرة المليونية في
قمقم سـوء طويّة الطّباعة فكيف تتنزّه (مثلما كان المأمـــول)
عبـر خرائط ، جداول ، أشكال هندسـية
ونباتية و .............................؟!
وهكذا لم تدون غالبيّة جملها، كلماتها وحروفها بحجوم متباينة أو منثورة. وربّما
بلغات أخــــــرى، أو مشـفوعة بالصور؛ كما كان ينبغي ؛ مادامت الرّوح
بصــــــــــــــــــــــيرة
واليد مجذومـة!
فــــــــــما ذنبها ،
ياترى؟!
أوَلـَمْ تهـــــــــــمس :
- من ذا يجرؤ أن يعاتب الطواويـــس
أو يركب السـيّارات المتخمة
أو المفخّــخة أو يفتّـش عـــنّي
في بروتكولات
ميــدوزا/
أقبية الـ
(U N)
(8)
في الغابات التي ســــــتتصحّر وفي
جيـوب ســـــيّاح
سيضاجعون سفوحي المعصومة، مثلما
قضموا مرمري ، إحتســوا زئبقـي ولاكـوا
يـــــــــــورانيومي؟!
أوَلـَمْ تتضــــــــــــــــــرّع :
- أيـّها
النـّـــفـّــــري!
(9)
رحــــــــــــماك ؛
ليــــس
ثمة من يوقــــفـــني
و يخاطبني أنّى أضرب على غير هدى في
مجـاهيل مهرجانات تلـــوّثُ وردةَ
حــلـمي؟!
-
إيــــــــــه ..
لـمْ تنِ الخـــراتيـــــــــت
و الخــــــــنــازيــــــــر
تؤفــــغـــــــنني
(10)
تصـــــــــوملــــني
(11)
تبلــــــــــقـــــــنني
(12)
و
هلـــــــــــــمّ جـــــرّا ...
فيـــا شيخي الجليل دانـــتــــــي
(13)
هـــــــــلا جبـــت معي جحيمي
ولـــو؛ أولم تتشـــــــبّـث بإكافي
و أنا أمرق من نفق الفردوس الغابر ، في
كوميديا صـدّامصـــــــور و أنت
تغمغم
م م م م م م:
" هـنا الطريـق
إلى الألـــــــــــم الأبــــدي
أيها الداخلون ! إطرحوا عنكم كلّ أمل"؟!
- لا بــــــــــأس لا بــــأس ؛
فذات قرن قد يبشّرك أســـــلافك الآتون
أن قارئاً ما ( لعلّه جدّك
الأربعــــــون)
ســــيجد ملحمتك الإنتحاريّـة هذه ملفوفة
على قطائف الحلـــــــــوى
وقد يشـــاركها الحنق على زلاّت الطباعة بينما
تســـــــــتغيث :
- وامســــــــــــتــقبلاه!
حتّـــــى البــروق تصـــــــدأ
يا كوكبي المســــــلوخ
فتبّــــــــــــــاً
لي !
-
أجل
طــــــــــــــــــالما تـــــنخرم
مثل هذه القصــائــد
يتشـــــــوّه
كلّ إيـــــــقاع
و يغـــــيـب المعنى
في الأســـــواق الســود
فكـــــــيف لا
تـنكتم أنفاسك ولا تنكســف حقيقتك في
هذي القصيدة التي نهبوا حتـــّى
بدايتها المخرومة ، ففـرّت نهايتها
المفقودة ، بل
كيــــــــــــــــــــف لا
تعود من المستقبل خاصرتها المطعونة وقد
ظـلت تناجيها وسط دوّامــات أشـــباح تومـــض:
-
أنت ســــــطوع لغــزي أنــت
غمـــوض بديــهتي فلــتـــنطقي إلى أبد الآبدين وليخـــــرس
كل قامــــــــــــــــوس
مـادام
الجــزيـــــــــــــري
(14)
يــــــصــــــــــــــــدح وشـــيراز تـنــصــــــــــــت خشـــــــوعاً
لـكــــــرنــــفال كوابيـــــــسي
و
أ شــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلا ء
مـ
ـلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
حـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
تـ ـ ـ ـ
ي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وردت في المخطوطة (جم) هكذا " لربّما هو الصفر ماوراء الخاتمة "
(2) سيزيف ! هلْ أنت شقيقي التوأم ، أمْ
أخي بالرضاعة؟!
(3) تطلسم : من (طلسم)
(4)
صدّامصور: على وزن (ديناصور)، لاسيما وقد كان هناك نوع من الدناصير، اسمه اللاتيني
يعني بالعربية ( السحلية الطاغية).
(5)
HIV
: فايروس مرض الايدز
(6) يتخنجر : من (خنجر)
(7) كاثرسيس : التطهير التنفيسي في المسرح القديم خاصة. و الطريف أن الأحزاب و
أجهزة إعلامها تستمريء الإسهال الكاثرسيسي .
(8) ميدوزا : مخلوقة خرافية ذات عين واحدة كبيرة، يتحجر من ينظر إليها، حسب ما جاء
في أسطورة أغريقية.
(9) النفري : محمد بن عبدالجبار، عاش في النصف الأول من القرن الرابع) وهو من عظماء
الصوفية. له السفر العظيم (المواقف و المخاطبات)، أما العبارة الواردة هنا فهي
ملفقة على لسانه.
(10) من (أفغانستان) / (11) من (الصومال) / (12) من (البلقان)
(13) دانتي (1265 – 1321 م) : أعظم شعراء العالم، مبدع الأثر المعجز (الكوميديا
الإلهية) وعبارته الواردة هنا، مدونة على مدخل الجحيم.
(14) الجزيري: الملا أحمد (1567-1640م ) : أعظم الشعراء الكلاسيكيين الكرد. وهنا
تلميح إلى بيته الشهير: (إن نشدت اللؤلؤ المنثور من النظم - فهلم اشهد شعر (الملا)
ما حاجتك إلى شيراز) وهو يعني : أيها المتلقي، ههنا توجد ضالتك المنشود في شعري،
فما الداعي لتجشم عناء السفر إلى (شيراز) للاطلاع على شعر حافظ الشيرازي.