سبعة ألواح عراقية   

 الى الاخ والصديق الشاعر يونان هوزايا

- لوح الخلق الاول -

 في البدء خلق الله المياه

ونفخ من انفاسه في ابجديتها

فانبثقت الانهار من شفاه الخليقة

**

- اللوح الثاني -

وحينما الخلق والخلائق والتراب والهواء والنار

من حصة الارض

خلق الله العراق قبل كل الخلق

فكان من حصة السماء

فانبثق الحرف الاول

كانت اصابع الرب تصوغ جسد الكلام

والماء والهواء

وحينها نبت للعراق لسان

من مجموعة الاوتار الصوتية للسماء

وراح منتشياً ينشر على العالمين

ابجدية الكلام ورسالة الماء

**

- اللوح الثالث -

تسألني الخلائق والخليقة والشهداء

لماذا تحب العراق ؟

هكذا ، لان عمره الكوني

يوصل سرة الارض

بسرة السماء

- اللوح الرابع -

كلما تذكرت لعلعة القنابل والصواريخ

تكاثرت تجاعيد جبيني

وازدحمت التقاويم بها

لكنني لي اباء يكوون التجاعيد

بمكواة حنانهم

ومناديل العمر الازرق

وسنابل الذهب

**

- اللوح الخامس –

الى الاخ العزيزالكاتب المبدع بطرس هرمز

 

روح العراق نبتت في يافوخاتنا

روح العراق نبتت في يافوخة السماء

وفي كعكة الالهة

في ذكرى اعيادها السنوية ، الارضية والسماوية

روح العراق نبتت في دمي ، فازدهرت روحي وضجت دمائي

ولهذا جئت لأذكر :

بـ (أدد) والرعد وابوته ، يقيم مسلة الارضين

وبـ (سين) والقمر وابنائه الذهبيين ينثرون ايامي

على حبال الذهب

وبـ (أنكي) وجلال المياه وذاكرتها وطفولاتها واعيادها المطلة

من جرن عماذي

    

 

وبـ (آنو) والسماء وكعكتها الربانية لذكرى عيد ميلادي الاربعين

وبـ (آشور) وجمر الكتابة وروح الحرف وقيافتها وخضرتها امام باب

الشمس وبوابة نركال وباب الحياة امام قامة العالمين

وبـ (عشتار) وجلنار احلامها المباركة وذهب جسدها وسط قافلة الرماد والفحم ووسط فحولة تموز

هكذا ، ولهكذا لوح اتيت

ومعي دجلة يكنس طرود الطوفان

ويوقظ غرقاه

واشهد ان خاتمي الملائكي كان يشهق في بنصر السماء ويطرد من حدقيتها ورق النسيان

**

- اللوح السادس -

 جسر الشهداء

ما ان وطأت قدماي جسر الشهداء

تلقفني حشدهم فالتحمت بهم

قبلوني قبلتهم

فاهتز الجسر

صعد الماء الى قوائمه

انقذفنا الى النهر ، اغتسلنا

حامت فوق رؤوسنا مئات الحمامات البيض

حملتنا الى السماوات ، طرنا ، رقصنا

استعرنا منها اضالعها

وعدنا الى الجسر نشيده بأضلعنا

**

- اللوح السابع –

الى الصديق الطيب صباح مجيد زكريا

 

سبعة شهداء شقوا اكفانهم

وفتحوا باب المقبرة

وارتقوا سلالم ارواحهم

وحطوا فوق جمجمة القمر

والتحفوا السماء

*

الخبز في السماء والخبز في المطابخ وفي عرق الامهات

والامهات في رقيم العجين

والعجين يشهق في افواه التنانير

والكعكة السماوية ترسل نبضها للعجين والامهات

والامهات يصغن اجسادهن من نبض الكعكة

وما زال (آب) يطبخ الاجساد لذكرى شاهقة

-         كل ذكرى رغيف وقبض جمر –

-         كل ذكرى كوكب وروح ونهر –

سبعة شهداء تناسلوا من عيون ومن دموع امهاتهم

وما زال آب يرسل لهم من معجناته طيوراً

ويشوي ضلوع الهواء والتراب والماء

وانا وامي نرسل لهم البخورا

ونذكر الخلق برائحة الشواء

سبعة شهداء هبطوا من عين السماء

وصلوا الى اهداب الارض

الاول وصل الى ساحة التحرير فعانق نصب الحرية

والثاني كان يقرأ قصيدة العراق لابطال هذا النصب

والثالث كان يحمل معه كعكة سماوية

ليقيم حفلاً في عيد ميلاده

والرابع دخل مدرسة بلاط الشهداء ليحكي عن رحلته من الارض

الى السماء ومن السماء الى الارض

والخامس دخل مستشفى الرحمة ليتبرع بكل دمه

والسادس كان مولعاً بركضة الماراثون حيث وصل الى قاعة (متحف الشهداء) في بخديدا (قره قوش) وهناك استقبله اصدقاؤه الشهداء وراحوا جميعهم يرتلون ترتيلة الحياة

والسابع استقل نبض العراق وروحه وعاد الى السماء

**

- نهار اسود -

صبح اخضر غزير الديكة

في ساعة رحيلك

في اللحظة السوداء اياها

وحينما كنت اعصر قميص الشمس

كان ينز عتمة فتسود كفاي

وترسل عيناي دمعاً اسود

في الصبح اياه

كنت اجمع حولي حشود الديكة

لم تكن الديكة اياها التي انبأتني

بدمعة بطرس

وحزن يعقوب

كنت اعصر قميص هذا الصبح

والديكة ترسل صياحاً

فتمتلئ اذناي بالانين والطنين

ويهتز باب المقبرة لكنيسة مار كوركيس

ويخرج موتاي اليقظيين حاملين بطاقات ميلادهم

واراك ترسل عيناك دمعاً ملائكياً

نتعانق ، فتهتز قبة الكنيسة

وترتجف الصلبان

واذاك تضيء كفاي بشمس القيامة

ويجف نهر الدمع

ويطلع صبح اخضر من جبينك

ويطلع صبح ازرق من عينيك غزير الديكة

صياحهم يدلني لخطيئة بطرس

**