شعر / بلاسم الضاحي

 من علمنا ان ننتهي ؟؟

 من علم هذا الصباح ان لا ينتهي ؟؟

 لن افتح الباب هذا اليوم

 فليطرقها ... 

 أقول :- ليس هنا 

سأكذب عليه حتى المساء وأعلق لافتة نحاسية 

 يقرؤها ..... وينسى

 وأضحك ملء صدري

أستيقظ بلا صلاة

حتى يكف الصباح عن تناوبه 

 وأغسله من يومي 

 سأحضر له كل ما يشتهي 

 من شفق

 وأشجار

 و عصافير

 كي لا يكون صباحا

 وأغلق نوافذ نشأته

 نافذة ... نافذة  

 فمن اين يطل وجهه إذاً 

 من الهاتف ؟

 سأصم آذان الاسلاك

 وأوصد روحي بمفاتيح الجان

 وأغطيها بالمساءات

 فمن اين يباغتني هذا اللعين

  ويناوب مساءاتي مرة اخرى 

 سأحكم مزاليج هذا الفيض من النهارات

      

 كي أحفظ وجه يومي بلا صباح  

  و أغسل خطايا الضوء

 و أعلقه فوق رأسي 

  دون أن يفزع قبرات الساعة الجدارية

دون أن ينبه ( السائق ) عن صلاة الفجر 

 ليحزم مدينتنا

 قبل صباح واحد

 كنت اعد صباحاتي

حقيبة ... حقيبة

لا اصد بيميني عقاربها

اعالجها كنت

فترمي ذهبها فوق البساتين

واستجيب لأول زقزقة ورد

من نافذة نسيت مفاتنها

أو انسانيها الذهول

من هنا اذاً تعلم الصباح أن ينتهي

وعلمني ... أن لا أعد أولاد النهار

أعطرهم بالرماد النحيف

وأوصد علاقتي بليل عاقر

أفتعل سماء تهربت من بين أصابعي

أشارك (آدم) البكاء وحيدين

حتى يمر وقت المنائر

وحيدين

أنت...

وأنا...

لم أعد مثلما كنت قبل صباح

قلم الرصاص يستبدل أفواه شوارعنا

من الأبيض الأبدي

بأرصفة جاهلية تحيط الموت باقامة جبرية

على ظهر البلاد

بلادك التي ضاعت مفاتيحها

تعال...

لنترك ثياب أرصفتنا على حبل غسيل أمهاتنا

كي لا نراها ممحوة

أفرغها المتسولون آخر مرة

كان آخر متسول للبياض

آخر غصن ساحر

تهفهف على وجهه خصال الضجيج

أنت ...

وأنا ...

لم أعد مثلما كنت قبل صباح .