الكاتب المسرحي صباح الانباري:

النص المسرحي العراقي يقف في الصدارة عربيا

 على الرغم من تعدد أنشطة الفنان صباح الانباري في الحركة المسرحية . الإخراج . التمثيل ، النقد المسرحي .. الا ان نشاطه في كتابة النص المسرحي اخذ يبرز اكثر من سواه  وبات من الممكن التوقع بتكون ملامح كاتب مسرحي واضحة لو توفرت السبل الممهدة لظهور عطائه في الكتابة المسرحية .. اخرج حتى الان أربع    مسرحيات قدمتها فرقة مسرح بعقوبة هي :

              ـ بهلوان آخر زمان 1974 .

              ـ المفتاح 1975 .

              ـ البيت الجديد 1975 .

              ـ الضدان 1976 .

حاز على الجائزة الأولى في مسابقة مجلة الأقلام للنصوص المسرحية عام 1993 .. له عدة مسرحيات تنتظر النشر والإخراج .. ولمناسبة حضوره فعاليات مهرجان بغداد الرابع للمسرح العربي كان لنا معه هذا اللقاء :

 ·   على الرغم من وجود حركة مسرحية عراقية نشطة الا ان كتاب النصوص المسرحية العراقيين قليلون جدا وبالتالي فان النص المسرحي المحلي شحيح .. كيف تفسر ذلك وأين نضع النص المحلي من النص العربي ؟

ـ السؤال يحمل شيئا من التناقض .. كيف يمكن لكتاب قليلين جدا تنشيط الحركة المسرحية العراقية بنصوص شحيحة جدا ؟ ستجيبني بذكاء لا ينقصك أبدا ان المخرجين عندنا لا يعتمدون النص المحلي اعتمادا كبيرا هذا .صحيح جدا . وسنقول أيضا ان العملية المسرحية عملية جماعية غير مقتصرة على المؤلف المسرحي وهذا صحيح أيضا ولكني أقول لك . تجنبا للإطالة ، ان القلة والكثرة ليستا مقياسا حقيقيا لنشاط كتاب الدراما المسرحية . انت تعرف والجميع هنا يعرف ان في العراق كتابا قلائل يكتبون الكثير ولكن ما ينشر ، من كثيرهم هذا ، قليل جدا لأسباب عديدة أورد لك أهمها في :

      أولا ـ تكاليف الطباعة الباهظة والخرافية .

      ثانيا ـ دور النشر والمؤسسات الحكومية التي تعضد الكتاب والأدباء باتت لا تستطيع  القيام بواجبها كما كانت تفعل قبل الحصار .

      ثالثا ـ قلة الفرق المسرحية التي يعول عليها المؤلفون .

     رابعا ـ المجلات الثقافية والأدبية قلصت الى حد لم تعد فيه قادرة على نشر مسرحيات  الفصل الواحد  الطويلة نسبيا .

خامسا ـ كسل بعض المخرجين وتهربهم من مشقة البحث عن النص المحلي واللجوء الى مجموعة من النصوص يقومون بتفكيكها وتقطيعها ومن ثم جمعها في صورة تحاول ان تكون بديلا للمسرحية المؤلفة محليا .اما اين اضع النص المحلي من النص العربي فانا أضعه ، والمهرجانات المسرحية العراقية والعربية خير شاهدعلى هذا ، موضع الصدارة .

·       على الرغم من تأكيدك المستمر على أهمية دور الكاتب المسرحي المعروف محي الدين زنكنه الا ان نهجك  في الكتابة المسرحية يختلف عنه .. فأين نقاط الاشتراك بينكما وأين نقاط الاختلاف ؟

ـ دعني أخبرك أولا ، لو سمحت ، انني وضعت مؤلفا نقديا تناولت فيه بالدراسة والتحليل أدب محي الدين زنكنه ولكني نظرا لظروف الطبع القاهرة لم استطع إصداره بعد . وتركت أمره الى اتحاد الأدباء الذي وعد  بطبع ست مخطوطات لمحافظتنا آمل ان يكون"السهل والجبل"واحدا منها . لقد تكشفت لي ، بعد هذه الدراسة ، عوالم محي الدين زنكنه الجميلة فانبهرت بها واستمتعت بأجوائها واطلت التأمل في تفاصيلها حتى قدحت في ذهني فكرة تمجيد هذا الكاتب المسرحي بنص مسرحي فكتبت"زمرة الاقتحام"ولكنني كتلميذ طموح ومجد من تلاميذ زنكنه الأستاذ والصديق سعيت دوما الى ان يكون لي أسلوبي الخاص وطريقتي المتفردة  في الكتابة وان لا أكون نسخة أخرى لهذا الفنان الكبير .. سعيت الى كينونة أخرى تميزني وتمنحني :

 أولا ـ الحصانة ضد الامتزاج والانصهار في بوتقته ككاتب .

  ثانيا ـ إمكانية اللحاق به ومن ثم تجاوزه كلما سنحت لي فرصة تجاوزه ..

 وهنا أود ان أريحك اكثر فاقول أنني سعيت الى ان أكون شبيها لمحي الدين زنكنه في كل شيء الا في الكتابة . هذه هي حدود التشابه والاختلاف بيننا على الرغم من إقراري السابق بأستاذيته .

·       فازت مسرحيتك"زمرة الاقتحام"بالجائزة الأولى لمسابقة الأقلام  في النصوص المسرحية . فهل من  سبيل الى إخراجها الى الناس على خشبة المسرح ؟

ـ انا لا اكتب النص المسرحي الذي يضيف رقما جديدا الى الكتبة المسرحية العراقية او العربية . بل اكتبه ليمثل من على خشبة المسرح بالدرجة الأساس آخذا بنظر الاعتبار الإمكانيات المتواضعة والمتاحة لاخراج أي نص عراقي على الخشبة .

وزمرة الاقتحام المسرحية التي حازت على جائزة"الأقلام"الأولى كما تفضلت ، لم تخرج عن هذا النطاق إطلاقا على الرغم من غرائبية موضوعها وطرقها أبواب الخيال العلمي الصعب والتصاقها على الرغم من هذه الأخيلة العلمية بالواقع المعيش . لقد انتظرت نتائج تلك المسابقة طويلا ليصبح بمقدوري طرح المسرحية بثقة واطمئنان يضمنان لي قبولها من قبل المخرجين العراقيين وانا احسب نفسي واحدا منهم .

·       ما مردود انعقاد المهرجانات المسرحية على حركة المسرح ؟

ـ المهرجانات المسرحية ، حصرا ، بايسر تعاريفها هي تجمعات فنية يقدم فيها المبدعون جديدهم من الدراما تأليفا وإخراجا وتمثيلا وهي محك كبير للطاقات والإمكانات الفنية المبدعة . وخط بياني يشير الى مدى التطور الناجز في مرحلة ما من مراحل الحركة المسرحية . فضلا عن انها مختبر للطاقة الفنية ومجس لفضاءاتها الشاسعة وضرورة كبرى لتبادل الخبرات والتعرف على المستويات المحلية والدولية .

مردودها إذن ، مردود إيجابي يعزز الحركة المسرحية ويرفدها بالجديد والمبدع وينتشلها من حالة الجمود والتقوقع والسقوط في النمطية هذا على المستوى العام اما على مستوى الخاص فانها ذات مردودات صحية على كتابنا لانها تتيح  لهم إمكانيات معايرة نتاجاتهم محليا ومعرفة مستوياتها الفنية والإبداعية دوليا .

 

……………………………………………………………………………..

نشر في :

ـ صحيفة الثورة ـ التاريخ 6/2/1994