مع محي الدين زنكنة.. خواطر وذكريات

سعد محمد رحيم

    كانت المرة الأخيرة التي رأيت فيها محي الدين زنكنة قبل ثلاثة أسابيع من وفاته.. في الطريق إلى كردستان، بعد أن خرجنا، أنا والصديق القاص تحسين كرمياني، من مدينة دربندخان، اتصل بنا للاطمئنان على سلامتنا.. واتصل ثانية ونحن ندخل السليمانية. كان موعدنا معه في مكتبه في مجلة سردم.. وصلنا المكان قبله بدقائق قليلة.. كان كرمياني يزوره بين الفينة والأخرى، أما أنا فكان آخر لقاء بيننا، قبل ذلك، في أثناء مهرجان المدى في أربيل ربيع 2006 وفي غضون الأشهر القليلة التي سبقت خروجنا جميعاً من بعقوبة كنا أنا والصديق الكاتب كاظم الواسطي نلتقيه مع جمع من الأصدقاء صبيحة كل يوم جمعة، في مقهى الزهاوي على نهر خريسان.

    كانت تلك هي السنة التي هجرنا فيها بعقوبة هو وأنا والواسطي وكرمياني مع معظم المنتمين للشريحة المثقفة من أدباء وفنانين وأكاديميين بعد أن وجدنا أنفسنا جميعاً في دائرة التهديد. كانت عمليات القتل في الشوارع تجري بشكل يومي، والوضع الأمني على كف شيطان. فيما عدد من أعضاء اتحاد أدباء ديالى كانوا قد استشهدوا على أيدي المجموعات الإرهابية. ( سيصل العدد إلى أكثر من عشرة فيما بعد، مع نهاية 2008 ). 

   حين لمحني محي الدين زنكنة، في استعلامات المجلة، ابتسم وقال؛ "هلو سعّودي، اشلونك".. أحسست بنفسي سأبكي. تعانقنا وبدا فرحاً بزيارتنا.. في مكتبه راح يتحدث عن حنينه لأيام بعقوبة وأصدقاء بعقوبة.. لتلك الرفقة والأجواء الرائعة التي يفتقدها على الرغم من كل شيء. 

   ألفيته متعباً قليلاً، وشكا من عينيه.. قال ماذا بقي لي طالما أنا ممنوع من القراءة والكتابة ومشاهدة التلفزيون. أشاد بأصدقائه في كردستان وبالجهات الثقافية الرسمية التي اعتنت به، لكنه كان يريد ورقة فيزا تحمله إلى دولة أوربية ما، يستطيع فيها، حتى وإن كان على حسابه الخاص، معالجة الحاسة التي هي نافذته على عالم الثقافة والمعرفة؛ العالم الذي كرّس جلّ سنوات حياته من أجله.. كان بحاجة إلى تلك الفيزا التي تأخرت أكثر مما يجب. كان الأمر محبطاً له، فهو يريد العودة بحيوية إلى الكتابة والقراءة، وإكمال مشروعاته الأدبية المتأخرة. غير أنه لم يكن قد فقد الأمل.

   أصرّ أن نتناول طعام الغداء عنده في منزله الجديد الذي اشتراه في حي هادئ في مركز مدينة السليمانية بعد أن باع بيته في بعقوبة.. هناك استأنفنا الكلام عن شجون الثقافة، وعن مصائر الأصدقاء.. عن ظروفنا الشخصية، وعن الوضع السياسي السيئ والملتبس في البلاد.. وعن مشروعاته المؤجلة.. عن مخطوطاته التي تحتاج إلى إعادة ترتيب وتهيئة للنشر.. عن كتبه القديمة التي أُعيد نشرها، وعن كتبه الجديدة التي نُشرت هي الأخرى في السليمانية، لاسيما روايته الأخيرة "ثمة خطأ ما.. في مكان ما". رغبته في أن تصل نسخ الكتب المطبوعة هذه إلى مكتبات بغداد وبقية المحافظات.. إلى قرائه في طول البلاد وعرضها.

   نزلنا إلى السرداب الواسع لبيته.. بالأحرى هو شبه سرداب، نصفه تحت الأرض ونصفه فوقها، وله نوافذ واطئة تطل على الشارع. جعل جزءاً كبيراً منه مكتباً له ومكتبة.. فوجئت بآلاف الكتب المصفوفة على رفوف خشبية ومناضد.. هناك أكملنا الحديث عن كتبه الصادرة حديثاً، والتي كانت نسخ كثيرة منها مبعثرة على المناضد.. أهدى لي منها عشرة كتب.. قلت له؛ سنذهب الآن إلى الفندق ولابد أن تتمتع بنوم القيلولة كما اعتدت منذ زمن بعيد.. أراد أن نمكث عنده في البيت فاعتذرنا وغادرناه مودعين.. اتصل بنا ليلاً.. كان مشغولا في موعد مع صديق واقترح أن نلتقيه بعد ذلك إلاّ أننا لم نشأ إرهاقه. وكنا أنا وتحسين قد صعدنا جبل أزمر الشاهق عصرأً، واستمتعنا، أول الليل، بمنظر المدينة تحتنا بأضوائها التي تشبه عقداً هائلاً من الثريات في قلب الوادي. ثم ذهبنا، مع انحدار الظلام، إلى سرجنار، وعند العودة إلى مركز المدينة تهنا بين الشوارع المتداخلة وتأخر الوقت. ومرة أخرى صباح اليوم التالي اتصل بنا أستاذنا محي الدين زنكنة، وكنا على وشك المغادرة واتفقنا على زيارة أخرى بعد شهر رمضان والعيد، غير أن القدر لم يمهله ولم يمهلنا..

   عرفت محي الدين زنكنة من خلال كتاباته قبل مدة طويلة من معرفتي له بشكل شخصي. في العام 1973 أو 1974 قرأت فصلاً من روايته ( بحثاً عن مدينة أخرى ) منشوراً في مجلة الأقلام وانبهرت به.. بعد ذلك قرأت له كل ما وقع تحت يدي من كتاباته، وحين استقر بي المقام في مدينة بعقوبة مطلع التسعينيات سألت عنه في البدء القاص صلاح زنكنة وقد ظننته شقيقه.. قال؛ لا، ليس أخي الكبير، بل هو أبي الروحي. لكن من عرّفني عليه فيما بعد كان تلميذه الوفي وصديقه الكاتب المسرحي صباح الأنباري.. التقينا مرات لا تُحصى في استوديو الأمل في وسط المدينة حيث كان الأنباري يعمل مصوراً فوتغرافياً. وقد حضرت مع زنكنة في بيت صباح وكذلك في مكتب الإعلامي كريم الدهلكي جلسات ليلية قليلة أعدّها من أمتع جلسات الأصدقاء وأكثرها فائدة ثقافية في حياتي. فمحي الدين زنكنة متحدث لبق، حاضر النكتة، واسع المعرفة، واضح الفكرة، يُسحرك بحُسن إدارته للحوار، وبتدفق كلماته التي تنساب بقوة وهدوء وسلاسة. وكان الشاعر الراحل أديب أبو نوار يقول؛ كل جلسة مع محي تعادل قراءة كتاب جيد.  

   فضلاً عمّا قلناه، ثمة ثلاث خصال تميّز شخصية محي الدين زنكنة:

   1ـ جديته المفرطة، فليس لديه وقت يضيعه في جلسة مجاملة أو رفقة مملّة. وحتى ساعات لقاءاته مع أصدقائه لم تكن بقصد التسلية المحض، بل كان يحيلها إلى مناسبات نقاش ثقافي.. كانت حياته مكرّسة لفنه وإبداعه. وكانت لفنه وإبداعه الأسبقية على أي شيء آخر في حياته التي تمثّل فيها الصداقة قيمة عليا. وكانت مقاييسه صعبة في اختياره أصدقاءه. وكان من الصعب، لا أقول من المستحيل، تبديل رأيه السلبي ببعض الأشخاص.. كان حنبلياً في هذا الجانب كما يقول صديقه الكاتب كاظم الواسطي.

2ـ اعتداده بنفسه، وكبرياؤه.. زار شاعر عربي كبير إقليم كردستان ورفض زنكنة الذهاب مع جمع من المثقفين والأدباء لزيارته والتعرف عليه.. قال لي في زيارتي الأخيرة له؛ قلت أنا لست أقل منه قيمة إبداعية، وإنْ كان يريد التعرف عليّ فأهلا به في بيتي، أما إذا لم يكن سمع بي فتلك مشكلته. بالمقابل كان جم التواضع في علاقته بأصدقائه وجيرانه ومعارفه. كان يترفع عن الصغائر ولا يحب مخالطة أصحاب السلطة إلاّ من كانوا من أصدقائه

   3ـ زهده بالشهرة، ولعلّه من أكثر أدباء العراق ابتعاداً عن الأضواء.. رأيه الذي لم يحد عنه هو أن العمل الإبداعي يقّدّم نفسه بنفسه وليس بحاجة إلى وسائل ترويج ودعاية. فإن كان جيداً فسيجد مكانه في ذاكرة الثقافة، وإن كان سيئاً فسيُنسى وينتهي أمره.

   في نهاية التسعينيات دعي إلى مؤتمر مسرحي في تونس.. جاءته صحافية، بنصيحة من الروائي عبد الرحمن مجيد الربيعي، لتجري معه حواراً لصحيفتها واسعة الانتشار.. سألها؛ هل تعرفين شيئاً عني.. قالت؛ لا.. قال؛ هل قرأت أياً من أعمالي.. قالت لا.. قال إذن أعتذر، لن أجري مثل هذا الحوار.

   حين حكا لي هذه الواقعة قلت له؛ ولماذا لم تجر الحوار يا أبا آزاد.. أنت تعرف أن معظم كتبك طبعت في العراق ولم توزع في البلاد العربية الأخرى. وليس ذنب الصحافية المسكينة أنها لم تقرأ لك شيئاً ولم تعرفك، ونحن ليست لدينا تقاليد ترويج فعالة لمبدعينا.. كان بإمكانك التعريف بأعمالك في هذا الحوار. ولم يقتنع.

   ولي شخصياً قصة طويلة معه في هذا الجانب.. كنت في أعوام 1999 و 2000 و2001 أجري أحياناً مع صديقي صلاح زنكنة حوارات مع كتّاب وفنانين عراقيين لمجلة الصدى الإماراتية.. في إحدى جلساتنا أقنعته بضرورة مثل هذا الحوار في مجلة توزع أكثر من مئة ألف نسخة في أنحاء العالم. قال حسناً هيئ الأسئلة.. قلت إنها جاهزة.. واتفقنا أن أوصلها إليه من طريق صباح الأنباري.. في اليوم التالي فاجأني الأنباري بالقول؛ أبو آزاد يسلم عليك ويقول لنؤجل الحوار الآن، فليس لدي المزاج. وبعد سقوط نظام صدام عملت لمدة في جريدة المدى وكلّفني الصديقان عبد الزهرة زكي وزهير الجزائري بإجراء حوار معه.. أخبرتهم أنه لن يوافق.. وحقاً لم يوافق.

   في لقائي الأخير معه ذكّرني بهذا الأمر؛ أنا آسف سعّودي، تعرف رأيي بالحوارات.. قلت ممازحاً؛ مستعد اليوم أن أجري معك حواراً يمكن أن ينشر في أي مكان ترتأيه.. قال لست مقتنعا بصيغة الأسئلة والأجوبة المكتوبة، لماذا لا تجلب في المرة القادمة آلة تسجيل ونتحدث بشكل عفوي ويمكنك أن تستخلص حواراً من ثرثرتنا.. قلت؛ فكرة ممتازة.. لكن رحيله المفاجئ قلب حساباتي.

   مرات قليلة كتبت عن محي الدين زنكنة وكتاباته.. الأولى حين قرر قسم اللغة العربية ( رئيسه حينذاك الناقد الدكتور فاضل عبود التميمي ) في كلية الآداب بجامعة ديالى تدريس مسرحيته ( رؤيا الملك ) في ضمن المنهج الدراسي لطلبة السنة المنتهية للعام 1998ـ 1999 حيث أقام القسم في ربيع ذلك العام ندوة تكريمية للكاتب ألقيت خلالها دراسات وبحوث. وكان لي شرف المساهمة في تلك الندوة بدراسة قصيرة عن المسرحية بعنوان ( مركزية الرؤيا في رؤيا الملك ). وقد طلب مني الكاتب الراحل، في لقائنا الأخير في السليمانية، أن أرسل إليه بالإيميل نص الدراسة لأن هناك فكرة جمع الدراسات والمقالات والبحوث المكتوبة عن أعماله، وإصدارها في كتاب يُطبع في كردستان. ولا أعلم من سيتولى مسؤولية القيام بهذا الجهد المهم الآن. ومرة ثانية كتبت عن محي الدين زنكنة ورقة قصيرة ألقيتها في إحدى ندوات اتحاد أدباء ديالى الأسبوعية العام 1999 ونشرت في إحدى الصحف الأسبوعية ( الرافدين ). ومن ثم في العام 2001 كلفت من قبل الكاتب ناظم مسعود بالمساهمة في محور خاص عن زنكنة لمجلة الشباب، واشترك معي في الكتابة للمحور ذاته الكاتب صباح الأنباري، وكانت مقالتي بعنوان ( محي الدين زنكنة المبدع والإنسان ). وكتبت مقالة بعنوان ( محي الدين زنكنة محطات إبداع ) نشرت في جريدة الجريدة العام ( 2004 ). وأنا الآن بصدد الكتابة عن روايته الأخيرة ( ثمة خطأ ما.. في مكان ما ). وأعتقد أن واجب وفائنا لزنكنة، نحن تلامذته وأصدقاؤه، هو أن نظل مخلصين لمبادئه التي شاطرناه الإيمان به، وان نبقى نكتب عنه وعن أعماله لنبقي ذكراه حية، وإنْ كانت أعماله نفسها هي التي ستضمن، لا شك، لاسمه الخلود.  

   قبل اضطراره للانتقال إلى السليمانية بعدة أشهر التقينا في بيت الشاعر بلاسم الضاحي ببعقوبة، حيث أقمنا حفل وداع للكاتب المسرحي صباح الأنباري الذي كان يروم الهجرة مع عائلته إلى أستراليا. كان معنا كاظم الواسطي وكريم الدهلكي وحسين التميمي وآخرون لم أعد أذكرهم لتزاحم الملمّات التي مررنا بها  فراحت تثقل أذهاننا وترهق ذاكراتنا، خلال السنوات اللاحقة.. كان الهمّ ثقيلاً، يخيّم على الجميع. وحتى حين أراد بعضنا أن يكسر جو الكآبة بنكتة أو طرفة فإن ضحكاتنا كانت مفتعلة ومتشجنة تنبئ عن نفوس كسيرة تخشى أياماً شقية آتية.. كنا نعرف أن شملنا سيفترق، لاسيما مع تلك التلميحات المواربة التي صدرت عن بعضنا عن احتمال ترك المدينة التي راح الإرهابيون يعيثون فيها دماراً..

   أذكر ذات مرة، بعد أن كنا في المقهى، لعلّه كان آخر مرة نلتقي في مقهى ببعقوبة.. أوصلناه أنا وكاظم الواسطي إلى بيته بحي بعقوبة الجديدة عند الظهر. ولمّا اقتربنا، بسيارة الواسطي، من منطقة المفرق، في طريقنا إلى حي المعلمين حيث نسكن، جرى اشتباك مسلّح، وهاج الرصاص، فوجدنا أنفسنا ندخل أزقة ضيقة ازدحمت بالمركبات الهاربة.. اتصل بنا مراراً لأنه كان في غاية القلق على سلامتنا.. والحقيقة أن مثل هذه الحوادث باتت اعتيادية في تلك الأيام قبل أن يكون الخروج من أجل  اللقاءات الأخوانية متعذراً.. قال؛ لعل من الأفضل أن نمتنع عن الخروج لبعض الوقت. نعم، كان ذاك آخر مرة نلتقيه بمقهى في بعقوبة.

   كان صباح الأنباري أقربنا إليه.. صديقه وتلميذه النجيب مذ وطأت قدماه بعقوبة نهاية الستينيات قادماً من كركوك.. بقي صباح يعيد كتابة مخطوطاته لأنه من القلة الذين يفكون خط زنكنة المطلسم الذي يشبه شخبطات تقارير الأطباء، لاسيما بعد المشكلات التي صار يعانى منها في عينيه. كان صباح يعرف دقائق أعمال زنكنة، وسبق له أن أخرج بعضاً من مسرحياته قبل أن يتفرغ للكتابة ويختط لنفسه طريقته المميزة عن طريقة أستاذه على الرغم من تأثره الكبير به. ولذا كتب ونشر عشرات المقالات والدراسات عنه، جمع بعضها في كتابين منشورين، الأول: ( البناء الدرامي في مسرح محي الدين زنكنة/ دار الشؤون الثقافية العامة ـ بغداد/ 2002 )، والثاني: ( المخيلة الخلاّقة: في تجربة محي الدين زه نكه نه الإبداعية.. السليمانية.. منشورات مجلة به يفين 2009 ). وخلال دراساته استطاع الأنباري الوقوع على عدد كبير من المصادر الخاصة بأدب محي الدين زنكنة فعمل له ببلوغرافيا ممتازة، أزعم أنها تصنّف معظم ما كتبه زنكنة، وما كُتب عنه، والفرق الفنية التي مثّلت مسرحياته داخل العراق وخارجه، فضلاً عمّا حصل عليه من جوائز. لهذه البببلوغرافيا قيمة توثيقية وعلمية لا تقدّر بثمن.

   في الليلة التي تناهى لي خبر وفاة زنكنة سهرت حتى ساعات الفجر الأولى، وبقدر ما كنت أفكر برحيل محي الدين زنكنة الفاجع عن عالمنا  كنت أفكر بصباح الأنباري وكيف سيتلقى الخبر، وكيف سيمضي ليلته الموحشة الحزينة في بلاد الغربة. وكان هذا يملؤني بأسى قاهر.

   لم يحظ المبدع الكبير محي الدين زنكنة، على الرغم من الجوائز التي حصل عليها والكتابات الكثيرة التي تناولت أعماله، بالتقويم النقدي الذي يستحقه. ولم يحصل على الشهرة التي هو أهل لها. فهو لا يقل موهبة عن كبار كتّاب المسرح والرواية العرب. وإنتاجه الأدبي يضاهي أفضل الإنتاج الإبداعي العربي. وهذا، ربما، ( أقصد عدم رواج أعماله مثلما ينبغي في الفضاء الثقافي العربي ) بسببه هو شخصياً، وكما قلنا؛ زهده بالشهرة وابتعاده عن الأضواء. وربما بسبب مجالنا الثقافي العراقي الذي لا يعرف كيف يحتفي برموزه الثقافية والإبداعية، وكيف يبوئهم المكانة الجديرة بهم.. أو ربما بسبب الأمرين معاً.

saadrhm@yahoo.com