سـؤال الإبـداع المـسـرحي
نـجـيب طــلال
مـا فائدة قرع
الطبول إذا لم تكن هناك آذان تصغي ؟؟؟
الأم شجاعة / بريشـت
إشـارة : بداهـة الإبـداع هـو النظر للمـألوف بطريقة غـير مـألوفة؛ وبالتالي هـو حـالة متميزة تصيب الفـنان في لحظات غـير محـددة؛ تفجر مخـزونه الفـكري والعقلي والعاطفي؛ لخلق شـيء جـديد ومخـتلف؛عـما أنتـجه سـلفا أو ما هـو سـائد في النسيج الإبداعي؛ فـتلك الصياغة الإبداعية بمفـاهيم جـديدة وبـديلة ؛ وإن كانت تبـدو في البداية شـاذة وغـرائبية فـهي تـساهـم في خـلخلة التوابث الفـنية والأفـكار الجـاهـزة أثـناء تطبيقــها وتـفعيلها على أرض الـواقع؛ بأسلوب متميز ومثير؛ وهاته ـ الحالة ـ كانت لصيقـة بمسـرح [الـهواة] عـبر العـالم العربي في عـقـود خـلت؛ وذلك مـن خلال فـعاليته ومـمارسيه؛ رغـم غـياب المـعاهـد الفـنية باستثناء ـ مصـرـ آنذاك؛ وريادة الفـن اللبناني؛ وعلى ذكرـ مـصرـ يبدو لمسرحها ـ الهـاوي ـ أمسى يسترجع قـوته وتوهجه؛ بحكم تعـدد المهرجــانات المنتشرة هـنا وهـناك مـما :يشهد ازدهاراً بل انفجاراً لم يشهده من قـبل على الأقـل في الكم، فهو ينتج أكثر مــن 1000 مسرحية في العام مقابل مسرح المحـترفـين الذي لا ينتج أكثر من مـئة مسرحـية (...)غــير أن انفــجار مسرح الهواة ؛ يبدو مكـتوما، ومهما اتسع وتــنوع لا يتجاوز دائــرة مفجــريه، وعلى كــثرة فـرقه ومهرجاناته ومسابقاته المنتشرة من الإسكندرية شمالا حـتى أسوان جنوبا لا يحظى بأي متابعة نقـدية أو إعلامية سوى أخبار وكـتابات صحافـية للعاملين فـيه وغالبا لا تجد مـن يتحمس لـنشرها إلا نشراته ومطبوعاته المجانية المـحـدودة التوزيع (1) وهـذا يـذكي أن هـنالك مـعاناة في مشـهده ؛ إذا مـا أضفـنا مظاهـر التحول الاجتماعي والثقافي الذي يجـرف العالم العربي نحو التسطيـح و[السوقـنة] والأنكى من ذلك تضييق حـرية تعبيره وتضيـيق عـقال إبـداعــه مـن خلال الرقابة : وهـو وضع ترسخه بيروقـراطية وأيضا رقابة الجهات الحكومية المخـتصة بالانتاج في مسرح الهواة، فـرغم الحـرية المكفـولة لمسرح الهواة في مصر بحكم قانون المصنفـات الفـنية الــذي ينـص عـلى عــدم اخـتصاص الرقابة عـلى المصنفات الفـنية إلا أن هــناك رقابة ضارية مستترة وأحــيانا معـلنة تمارسها جـهات الانتاج الحكومية نفـسها (2) فـهـذا النوع من المسرح؛ يـعـد مشاغـبا ومشاكسا ضـد الأطروحات الـرسمية ومـا يـراه يخالف طموحاته وأحلامـه؛ نـظرا لطبيعة إبداعـه وتـركيبته الإنـتاجية؛ مـما تحاول ولـقد حـاولــت الجهات الرسمية في العديد من الدول ـ العربية ـ تدجينه أو اغـتياله كما وقع في المغرب الـذي أنهى دابـر وجـوده ودفـن عـلى أيدي رواده ومـمارسيه ؛ونـفـس الإشكالية في سوريا؛ لكن أعـيـد مـؤخـرا للظهور بحيث كان: المهرجان المسرحي للهواة كانت تقـيمه وزارة الثقافة في السبعينات من القــرن الماضي، وتوقــف في مطلع الثمانينات وبمبادرة من الفـنان الشاب نضال صواف صاحب " شركة العين الثالثة" التي أقامت المهرجان المسرحي للهواة الأول "دورته الأولى "العام الفائت في شهر تموز(3) فهـاته المعطيات تكشف عـن إشكالية الـعلاقة بيـن مسرح الهواة والأنظمـة العـربية]حديدا[وفـارضة تساؤلات مـتعـددة ؛ فحتى الدول التي لازال ـ الـهواة ـ الذين هـم أصلا [تجـريبيون]لأن صـفة[ الـهواة/ فـيـها من القـدح أكثـر من الرفـعة والـعـزة] كـتـونس والجزائر التي عـمـر مهرجانه الدورة[42] يعاني مـن إشكالات أهـمـها ـ النص ـ تم الإعلان جائزة هي الأولى من نوعها، مخصصة للـنصوص المسرحـية عـنها في الجزائر. جائزة تحمل دلالة خاصة وتدق ناقوس الخطر: لم يعد في الجزائر من نصوص مسرحية. الشح مخيف، والنتيجة أن المسرحيين لم يـعـد أمامهم سـوى الاقـتباس من المسرح العالمي أو عـن روايات أدبية. مـا الذي أوصل إلى هـذه الحـال؟ وهـل الجائزة المستحدثة باسم أحـد أشهـر كـتّاب المسرح الجزائريين، وهـو الراحل ولد عـبد الرحمن كاكي، ستحل هـذه المشكلة الكبيرة برمزيتها؟ فالسـؤال يحمل فـي طيـاته العديد من التسـاؤلات العريضة التي تتفجر من دواخل الممارسة ـ التجريبية ـ التي أمست تفـقـد بريقـهــا وتوهـجها؛ بحكم أنها ليست منـعـزلة أساسا عـن ثقافة [الأزمة] في المـشهـد الثقافي العـربي الراهـن؛
الـتعـدد والخصوصية:
***************
بـداهة تـعـددت
الـممارسات والأشكـال وتـولدت تنمـيطات وأنـماط جـديدة اخـترقـت المشـهـد المسرحي
في الآونـة الأخيرة؛ من زاوية فالـتـعدد مظهـر إيجابي في النسيج الثقـافي ويضفي
حـيـوية في الحـياة الفـنية والجمالية بحيث كل شكـل ينـهج نمط تـعبيره ومصوغات
تصوراته من أجـل فـرض خصوصيته التي يتميز بها في الميدان؛ ولكن إشكـالية التـعدد
ليس
من أجل التقاطع والتكامل بيـن الأنـواع والأشكال المسرحية؛ بل لممارسة أنواع
التضييق والحصار وتحـقـيق القـطيعة القـسرية مـع تـاريخها الذي يرتبط ارتباطا
عـضويا بمسرح[ الـهواة] وبالتـالي فالتـعدد يتـحرك في سيـاق التناقـضات الجلية
بينها وبين الـخصوصية؛ بحكم أن الوعـي الذي يحـركـها أساسا يعـيش خـللا فـي
[الوحـدة]
حـينما يـتم الحـديث عـن [المسرح ] ويـعـيش تناقـضا صارخا في
[الـتـعـدد]لحظـة
منـاقشة [الأشكال] الإبداعـية؛ ولذلك فالمسرح العـربي[ تحديدا]
لا يمـكن أن يراهـن عـن الخصوصية التي تـمـيز كـل مجتمع عـربي؛ ومـن خلالها فالتعدد
يؤطر خصوصيته الإبداعـية، وإن كانت هـنالك قـواسم مـشتركة [مثلا] مسرح الشباب (أو)
الكوميدي (أو) التجاري (أو) الاحترافي (أو) الشـركات الذي أمسى يتمظهر بالأردن
/
مصر هـذه الأخـيرة دأبت على تنظـيم – مهرجانا - لـه . فـهـل هاته الأشكال وغـيرها
حقـيقـة تـعبر عـن جوهـرهـا وعـن خصوصيتهـا المتفـردة في محيطهـا المحلي والوطني ؛
ومحـيطهـا العربي ؟؟؟
في تـقـديري؛ لا يمكـن أن نراهـن عـلى الخصوصية/ التـعـدد؛
إلا بـفـك التناقــض والإعـلان عـن هـوية هــــذه الممارسات بكل وضوح وشـفافـية؛
حتى يتمكن المسرح من تـحديد الرهان وتـوثيق الـصلة بالفعل الإبداعي الـحق نـظريا/
عـمليـا؛ بحـيث لا يمكـن للواحـد أن ينقـسم إلى ذاته وغـيره [مثال] ممارسو مسرح
[الشباب]
هـم أنفسهــم ممارسو مسرح [ الهواة] في العديد من الأقـطار العـربية؛
وممارسو المسرح [الاحترافي] في [المغرب] هم أصـلا[هـواة] ولا وجود لمنظوم قانوني/
تنظيمي للممارسة؛أمـا[ المسرح الجامعي] هـل حـقيقة ـ الطلبة ـ هـم
ممارسـوه؟
فـبلورة هـذه الـممارسات أمـر قـائـم بل ضروري؛ إذا مـا فـهمنا
استـراتيجية التـعدد في مـستواه الإبداعي؛ لأن شبـه غـياب مسرح ـ الطليعي/ ريادي ـ
يقـودنا إلى مـسألة أزمـة الإبـداع ومسـألـة أزمـة النموذج التي أصبحت
عائقــا فـنيا؛ لـدى أغلب الممارسين؛ بحيث أن [ النسخة] هي ما يميز المسرح [الآن]
في
سياق قـانون[ العرض/ الطلب]الذي يتشكل من
خـلاله
الفعل المسرحي؛ وبالتالي يعيش
مـأزقه الذي فـرضه على نـفسه؛ بحكم أن السمة الأساس لـقانون [ العـرض /الطلب]
الحـدود وعـدم الخروج والانفـتاح؛ لاسيما أن طبيعـة الإبداع ؛ لا يقـبل إطلاقا
المعيـار
والقـانون؛ باعـتبارهـما [أغـلال] لدى فالإبداع الرائق والمتميز يشتغـل
في إطار الحرية؛ التي تدفع به نـحو البحث والتجـريب؛ باعـتباره اختيارا يمجـد
السـؤال والذات والمستقـبل؛ ويفـرض نفـسـه جوانية الأفـكار والوقـائع متخذا تمثلات
بـرؤية نـقـدية وتحليلية؛ تضمـن حـرية التفكير والاشتغال؛ من هـنا يمكن الحديث بكل
وثوقية عـن[الأشكال] التي تـؤثث المشـهد المسرحي ـ العربي ـ أشكال مـنفتحـة على
الذاتي والموضوعي والكوني؛ مـادام التاريخ تاريـخ أشكال؛ ولكن من خـلال مبـدأ
يمـيز هـوية[ الفـعل] وهـذا مـا كان يتشبث به مـسرح[الهواة] من أجل البقـاء
والريادة والتـفاعل مـع ذاته والبنية المجتمعية، بـدل أن يـكون إضافة ضمن النسيـج
الذي يتشكـل ضمـنه الفـعل المسرحي؛ وبالتالي فـهو حـركة جـمعوية؛ لـم يـأت من
فـراغ أونتيجة نـزوة فـردانية؛ بل نتيجة جـدلية الـتاريخ وحتمية الإبداع التي فـرضت
اختياره الـحـر لمـفهوم انوجـاده، ولـمفـهومية اشتـغاله؛ ومـن ثمـة فـهو يلتقي
جوهـرا( أو) عـرضا مـع [التـعدد] وبخصوصيتـه، التي يتميـز بـها؛ انطلاقـا مـن
الوسـائل والآلـيات التي يستمدها من الـواقع وعـناصــره اللصيـقة بالعلائق
الداخلية في مـستواها الـعـشقي والمـبدئي والإشتـغالي، وذلك للحفاظ على تميزه
وخصوصيتـــه المتمـيزة بخصائص نـوعية تصوراته واشتـغاله الفـكري والجمالي؛ مـن أجل
تنشيط وإضفـاء روح الحياة الثقافية وهـذا أمـر يتطلب خـلق تواصل حي وتـفاعل مبني
على الحـيوية بين مخـتلف المجالات المـنتجة ؛ إبداعـيا وفـكريا لكن الحصار المضروب
عـلى نوعـيته وخـصوصيته؛ يزيد في اختناقه واندحاره؛ وذلـك لعوامل الاغتراب والإرباك
الذي تحول فـيه المسرح إلى سوق أشبه بالمضاربات الـفـجـة وبالصـرعـة الاستهلاكية ؛
نـاهـينا عـــن التهريج والسطحيـة على حساب العمق الإبداعي والمعـرفي وحـتى
الإيديولوجـي؛نظـرا للانجـراف نـحو
اللا
هـوية؛ نتيجة
الاكتساح الذي تعـرفه[العولمة]
على جمـيع الأصعـدة؛ والمسرح باعتباره رافـد حضاري/ ثقافي؛
ليس استثناءا بل أساس
الرهـان الذي تـحمله؛ بغـية تـقليص مجموعة من اللغات والثقافات؛
لكي تنصهـر جوانية ثقافة القطب الواحد ؛ مما يسهـل نسف كل الأشكال التعـددية والتنوع الإبداعي؛ الـذي يـمثل وجهاً آخر لكل مظاهـر الثقافة والهوية ورؤية العالم، فإن تقليص دور المسرح في عملية التعايش الحضاري أو تهميشه أو إقـباره هـو بمثابة مصـادرة حق التعايش وحـق الاخـتلاف والتنوع.
سؤال المسرح
**********
هــنا لا يمكن الجـزم بأن المسرح العـربي؛ مـن خلال ممارسيه ورواده؛ يعي أولايعي جيدا النسق الذي سيتخندق فـيه ويحوله إلى نسخة شبيهـة بالمومياء ؛ بحكم أن المشهـد لا يوحي بأن هـنالك وعـي نـقـدي؛يـفـرض سـؤال الإبداع المسرحي الذي يرتبط جدلا بالخطاب النقـدي ؛ وإن كانت الـقضية شائكة، قـديما وحديثا: فـالسؤال والنقـد يؤسسان لعملية انفـتاح وتواصل على المستويين الثقافي والإنساني، وأي تجاوز لهذه الحقــيقة فإنه يفــضي إلى العديد من المآزق وعلى المستويات كافة؛ وبفعل هـذا السلوك المنغلق والانعزال(...)يحـدث الانفصال الشعوري والنـفـسـي؛ وتتشكل كيانات اجـتماعـية مغلقة(5) فالملاحظ أن بعض الندوات النادرة والمحتشمة التي ترصدت للعولمة والمسرح كانت بمثابة كيانات مغلقة ومنغلقة؛ غـير متواصلة بكيانات الممارسين الفعليين للفعل المسرحي؛ وإن كانت الحاجة ماسة أن يكون السؤال من دواخلهم كمشروع عــن آليات الإبداع التي يمكن أن تواكب المتغيرات التي تنتهج سبل القـطبية وتفـعيل [التجارة] ولاسيما أن الجانب التجاري يتعارض كليا مـع الوجـدان؛ والإبداع في عمـوميته[وجدان]وهـذا التعارض لا يمكن الحسم فـيـه إلا[ الممارسين] دونما إلغاء الخطاب الـنقـدي الـذي يقتضي بشكل ضمني عـلى الاخـتلاف الـذي يبني شـروط الاستمرارية من حـيث الـفـعـل والمعطيات وتجريب الأشكال؛ وإن كان يثـير الـعـديد من الالتبـاسات من حـيث التـناول والمقاربة، لكن كـلا الطرفين بـعناصرها المكونـة غـيـر منفـصلة عـن الوضعية الثقافـيـة ـ العـربية ـ المـتأزمـة من حـيث الرؤية والتـفاعل؛ وإن كان[الفـعل] المسرحي لا يتشكل إلا مـن داخل الأزمة ويعكـس تـقـلباتهـا؛ مستلهما أنها المتغيرات الحقيقـية التي تـدفع تلقائيا( أي) فـعل فـكري/إبداعي/جمالي/ إلى الأمـام لكن: مسرحنا العربي ـ في البلاد العربية الـقلـيلة التي لا يزال بها نشاط مسرحي ـ قـد أخذ في التراجع تحـت وقع ضربات التخلف المتلاحقة التي تحاصر الإنسان العربي في حياته
اليومية صباح مساء. ليس فقط التخلف الناجم عن تراجع مستويات المعيشة، وتدني الخدمات الأساسية، وانتشار الفقر، واستشراء الفساد، وتحكم قبضة الاستبداد بشتى أشكاله السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية(...)والتي نجد أن القاسم المشترك الأعظم فيها جميعا هو تغييب العقل، والزراية بأي ممارسات نقـدية خلاقة (6) فـبـغض الـنظر عـن التخـلف الذي يسري فـيـنا؛فـطبيعي ألا تـكون هنالك رؤيـة نـقـدية لسـؤال المسرح؛ نظرا لغياب مشـروع تـاريخي لوضعية المسرح؛ لكي يكون ضـرورة حيوية وحاجة مـاسة ومـلحة؛ قـادرة عـلى المساهـمة في البنـاء المجتمعي ككل؛وبالتالي فغـياب سـؤال المسرح مرتبط بغياب [الفعل] بقـصد أو بدونه؛ ومن ثمة فالعـنصر الأساس غـياب ـ الخيال- الذي تعاني منـه الثقافة العربية (حاليا) إذ المـرء لايمكنه أن يتخيل؛ إن لـم تكن لـديه ذاكرة؛ ولا يمكنه أن يتـذكر مـن دون خـيال؛ ذلـك أن الـذاكرة جـزء مـن عـملية التخـيل(7) هـنا دور الخطاب الـنقدي لممارسة شحـذ وتحـيين الذاكرة وتـفعيلها في أنـساق مختـلفة؛ لكي لا تفقد تاريخها الذي تهدف إليه إيديولوجية[العولمة] ومن خلال الذاكرة؛ يتمظهـر الفعل المسرحي المشروط بنائه بنظرته إلى تاريخية وجوده كقوة تفعيل أو تغيير؛ لكن مادام بعيدا عـن هويته طـوعا أو كـرها؛ فإنه يفـقد القـدرة على الـنقد والنقـد الذاتي؛ كشـرط تـجاوز لتطوير آليـات اشتـغاله؛ واستحضار سـؤال الإبداع كـرؤية متجدرة به يدرك المتغـيرات والفـواصل؛ لـكن في غـياب كـل هـذا أمست الإنـتظارية سمة تغـلغلت عـبر التراكم الزمـنـي؛ للتوقـفات والإنحسـارات الـظرفية إلى الوعي المسرحي؛ لتجعله وعـيا يعيد إنتـاج أزمـته ولا يفـكرها في الزمكـان والذات والتاريخ؛ وبالتالي فـهو(الآن) خـارج الزمان بالمقـاييس الإبداعــية والنـقـدية؛ عـلما: إن الأمور تســتمد واقعيتها النسبية لرائيها من الشكل والقـدر اللذين يؤمن بهما، بمعنى أننا إذا آمنا بأن الاختراق الثقافي الماحي لثقافتنا قـدر محـتوم علينا، فهو إذاً واقع جديد مهين بالنسبة لنا نصنعه بأيدينا، وإذا لم نؤمن بذلك فإن التصدي لهذا الاختراق ممكن، ولكن الأمر لا يقتصر على الإيمان ورفع الشعارات وإقامة المهرجانات والندوات المدائحية أو الهجائية أو النّدّابة، وإنما يحتاج إلى العمل الجدي المبدع و الولوج بقوة في العصر بأن نكون منتجين للثقافة الإنسانية الحقيقية التي تقدم نفسها للعالم فكراً وإبداعاً وأدباً وفناً(...)، لكن عندما يكون إنتاجنا منغلقاً على الذات أو ضعيفاً أو مقـيداً بثقافة الخوف والتملـق السياسي فإننا لن نصنع شيئاً مثمراً..(8)
الإحـــالات
1/
مـسرح الـهواة أو مـسرح الظـل
لحمدي أبـو جليل
السفـير الثقافي عـدد 11274 بتاريخ 2 /04/2009
2/ نــفــســــه
3/ في حـفـل خـتـام مهرجان الـهواة المسرحي لمحـمود بـغـداد ـ سيـريا نيوز بـتاريخ 29/04/2007
4/
جريدة الشرق الأوسط تغطية لخـير شـوار
عـدد10592 بتاريخ 28/11/2007
5/
سؤال الإبداع والنقـد لمحمد محفوظ/ مجلة الكلمة/
العدد29 /2009
6/
مغامرات
التجريب وأوجاع البحث عـن هـوية لصبري حافـظ ص/5
لـمجلة الكلمة السنة 3عـدد 36 دجنبر2009
7/
الخيال من الكهف إلى الـواقع
الافتراضي تأليف ـ شاكر
عـبد
الحميـد عالم المـعرفة ص 359 عـدد 360 بتاريــخ/فـبرايــر2009
8/
المسرح والعولمة والإنسان لعبد الفـتاح قلعة جي على هامش
مهرجان دمشق للفـنون المسرحية 14 بتاريخ
17/أبريل/2010.