ملاحظات حول أمسية الرسم والفوتوغراف في مدينة البرتقال

ليس غريباً على مدينة البرتقال الاحتفاء بأبنائها، وليس غريباً على هؤلاء الأبناء الاحتفاء بمدينتهم سواء في الكتابة عنها أو عن مبدعيها الذين هم في واقع الأمر حجرها الأساس، وثراؤها الفكري والفني والمعرفي. ثمة إصدارات على قلّتها وثّقت للمدينة وأهلها ككتاب الأستاذ الراحل خضر الكيلاني (شعراء ديالى) والذي لولاه لنسينا أبرز اولئك الشعراء فالكتاب، على سبيل المثال لا الحصر، اشتغل على التعريف المقتضب بشعراء ديالى وعلى نماذج محددة من نتاجهم الشعري فكان وثيقة مهمة للدارسين والباحثين في أمور الشعر والثقافة في محافظة ديالى. وفي الأيام القليلة الماضية عقدت المدينة، ممثلة باتحاد الأدباء، وبدعم من محلية ديالى للحزب الشيوعي العراقي، جلسة أدبية للاحتفاء بآخر اصدار لي كتاب (الرسم والفوتوغراف في مدينة البرتقال) فأثير حول موضوعة الكتاب الرئيسة نقاش حميم، واسئلة بريئة وأخرى غير بريئة. وللحقيقة والتاريخ رأينا أن نوضّح بعض الالتباسات والهفوات التي وردت في المناقشة وفي الكتاب.

أولا. انصب البحث على جهد فردي غير مسبوق بمصادر بحثية أو وثائق رسمية أو شبه رسمية، واعتمد فقط على التحقيق والحفر في ذاكرة الأحياء من المبدعين بفن الرسم والفوتوغراف. وقد تمّت الإشارة إلى هذا في الصفحة (19) من الكتاب.  

ثانيا. عندما شرع الأستاذ هاشم مطر بطبع الكتاب والانتهاء من الطبعة التجريبية حدث خطأ فني في الطباعة إذ انقلبت الأرقام كلّها في كلّ صفحات الكتاب فبذلت وصديقي هاشم مطر جهوداً إضافية لتصحيح الأخطاء، وما فاتنا منها قليل ونادر ولكن استحق منا الاعتذار لقراء الكتاب.

ثالثا. فيما يخص أسلوب الرسم بالتنقيط ذكر الراحل الفنان عزيز الحسك إنه أول من رسم بهذه الطريقة ولم نهتدِ إلى من رسم بالطريقة نفسها وقتذاك عن طريق وسائل الاعلام المتاحة، وقد تبين لنا فيما بعد أن سكان استراليا الأوائل (الأبوريجنال) رسموا بهذه الطريقة ولا يزال بعضهم من المحدثين يرسم بالطريقة نفسها فكانوا السابقين لكلّ دول العالم في هذا الأسلوب المتميز.

ثالثا. تضمن الكتاب على بحثين: اشتغلت في الأول على الرسم وفي الثاني على الفوتوغراف ولم يكن حجم أي منهما يشكل مهمة أساسية قدر توفر المعلومات. ولم يكن لزاماً على الباحث أن يمطّ أحدهما ليكون بحجم الآخر فليست مهمته في النهاية الموازنة الحجمية على حساب المادة الموضوعية. وأهمية أية مادة من هذا القبيل لا تتأتى من حجمها حسب، بل من دقة معلوماتها، وثرائها، وموضوعيتها. 

رابعا. فيما يخص لوحة الغلاف الثاني كنت قد شاهدت اللوحة في ستوديو الوفاء ولم تكن موقعة باسم مصورها فمن الطبيعي أن أرجح عائديتها للمصور الراحل جميل اللامي. وعرفت فيما بعد أن سبب وجودها في مشغل اللامي كان لغرض تقديمها هدية لمحافظ ديالى آنذاك. وبعد الشروع بطبع الكتاب وأنا في المهجر طلبت من المصور سامي أبورية الاستئذان من الجمعية لتصويرها وارسالها لي ففعل مشكوراً. وإذ عرفت بحقيقة عائديتها قدمت اعتذرا شديداً لمصورها الفنان خليل التكريتي الذي قبل الاعتذار بروح فنية عالية واعتبر أن الهفوة لا تعني له أي شيء وقد بارك خطوة اصدار الكتاب مشكوراً ومن المؤكد أننا سنصحح هذه الهفوة في طبعة ثانية مستقبلاً.

خامسا. الأعلام الذين تناولهم الكتاب هم من أبرز الرسامين والمصورين الفوتوغرافيين والرواد الأوائل في مدينة البرتقال وكان لأغلبهم إن لم أقل كلّهم محلات تصوير كانت أولى محلات التصوير ليس في مدينة البرتقال حسب، بل وفي محافظة ديالى كلّها. الكتاب طبعاً لم يتناول الجميع وقد ترك هذه المهمة لمن يأتي بعده ليضع خطوة ثانية نأمل أن تكون أكثر غنى من خطوتنا الأولى.

سادسا. وباعتبار أن الكتاب خطوة جادة في التوثيق فلم يعر اهتماما لعدد الوثائق التي ثبّتها على صفحاته سواء من اللوحات الفنية أو من الجداول التي أرّخت لكلّ الأشخاص الذين توالوا على مسؤولية النهوض بفن التصوير في مدينة البرتقال. وإن كثرة الوثائق لهكذا نوع من الكتب تعد من الاهمية البالغة لتثبيت الحقائق رسمياً أو شبه رسمي هذا اذا لم نتناس أن من أهم مهام هذا الكتاب الأساسية هي مهمته التوثيقية.

سابعا. اتقدم بالشكر الجزيل لكلّ من ساهم في الجلسة مديراً أو مقدماً، أو محاضراً، أو حاضراً، أو داعماً لهذا المجهود الذي تمنيت له أن يصب في خدمة مدينتنا الغالية مدينة البرتقال.

صباح الأنباري